إلى زيارته، مات وقد جاوز السبعين سنة على هذا القدم، توفى ليلة الاثنين عشرين شعبان ودفن بباب الصغير، وكانت جنازته حافلة ﵀.
[الشيخ قطب الدين اليونينى]
وهو الشيخ الامام العالم بقية السلف، قطب الدين أبو الفتح موسى ابن الشيخ الفقيه الحافظ الكبير شيخ الإسلام أبى عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله بن عيسى بن أحمد بن محمد البعلبكي اليونينى الحنبلي، ولد سنة أربعين وستمائة بدار الفضل بدمشق، وسمع الكثير وأحضره والده المشايخ واستجاز له وبحث واختصر مرآة الزمان للسبط، وذيل عليها ذيلا حسنا مرتبا أفاد فيه وأجاد بعبارة حسنة سهلة، بانصاف وستر، وأتى فيه بأشياء حسنة وأشياء فائقة رائقة، وكان كثير التلاوة حسن الهيئة متقللا في ملبسه ومأكله، توفى ليلة الخميس ثالث عشر شوال ودفن بباب سطحا عند أخيه الشيخ شرف الدين رحمهما الله.
[قاضى القضاة ابن مسلم]
شمس الدين أبو عبد الله محمد بن مسلم بن مالك بن مزروع بن جعفر الصالحي الحنبلي، ولد سنة ستين وستمائة، ومات أبوه - وكان من الصالحين - سنة ثمان وستين، فنشأ يتيما فقيرا لا مال له، ثم اشتغل وحصل وسمع الكثير وانتصب للافادة والاشتغال، فطار ذكره، فلما مات التقى سليمان سنة خمس عشرة ولى قضاء الحنابلة، فباشره أتم مباشرة، وخرجت له تخاريج كثيرة، فلما كانت هذه السنة خرج للحج فمرض في الطريق فورد المدينة النبويّة على ساكنها رسول الله أفضل الصلاة والسلام، يوم الاثنين الثالث والعشرين من ذي القعدة فزار قبر رسول الله ﷺ وصلى في مسجده وكان بالاشواق إلى ذلك، وكان قد تمنى ذلك لما مات ابن نجيح، فمات في عشية ذلك اليوم يوم الثلاثاء وصلى عليه في مسجد رسول الله ﷺ بالروضة، ودفن بالبقيع إلى جانب قبر شرف الدين ابن نجيح، الّذي كان قد غبطه بموته هناك سنة حج هو وهو قبل هذه الحجة شرقى قبر عقيل ﵏، وولى بعده القضاء عز الدين بن التقى سليمان.
[القاضي نجم الدين]
أحمد بن عبد المحسن بن حسن بن معالي الدمشقيّ الشافعيّ، ولد سنة تسع وأربعين واشتغل على تاج الدين الفزاري وحصل وبرع وولى الاعادة ثم الحكم بالقدس، ثم عاد إلى دمشق فدرس بالنجيبية، وناب في الحكم عن ابن صصريّ مدة، توفى بالنجيبية المذكورة يوم الأحد ثامن عشرين ذي القعدة، وصلى عليه العصر بالجامع، ودفن بباب الصغير.
[ابن قاضى شهبة]
الشيخ الامام العالم شيخ الطلبة ومفيدهم كمال الدين أبو محمد عبد الوهاب بن ذؤيب الأسدي