ويقال إن المعيدي اسم حصان جواد كان في العرب ذميم الخلق والله أعلم.
[البغوي المفسر]
الحسين بن مسعود بن محمد البغوي، صاحب التفسير وشرح السنة والتهذيب في الفقه، والجمع بين الصحيحين والمصابيح في الصحاح والحسان، وغير ذلك، اشتغل على القاضي حسين وبرع في هذه العلوم، وكان علامة زمانه فيها، وكان دينا ورعا زاهدا عابدا صالحا. توفى في شوال منها وقيل في سنة عشر فالله أعلم. ودفن مع شيخه القاضي حسين بالطالقان والله أعلم.
[ثم دخلت سنة سبع عشرة وخمسمائة]
في يوم عاشوراء منها عاد الخليفة من الحلة إلى بغداد مؤيدا منصورا من قتال دبيس. وفيها عزم الخليفة على طهور أولاد أخيه، وكانوا اثنى عشر ذكرا، فزينت بغداد سبعة أيام بزينة لم ير مثلها.
وفي شعبان منها قدم أسعد المهيتى مدرسا بالنظاميّة ببغداد، وناظرا عليها، وصرف الباقرجي عنها، ووقع بينه وبين الفقهاء فتنة بسبب أنه قطع منهم جماعة، واكتفى بمائتي طالب منهم، فلم يهن ذلك على كثير منهم. وفيها سار السلطان محمود إلى بلاد الكرج وقد وقع بينهم وبين القفجاق خلف فقاتلهم فهزمهم، ثم عاد إلى همدان. وفيها ملك طغتكين صاحب دمشق مدينة حماه بعد وفاة صاحبها قراجا، وقد كان ظالما غاشما. وفيها عزل نقيب العلويين وهدمت داره وهو على بن أفلح، لأنه كان عينا لدبيس، وأضيف إلى على بن طراد نقابة العلويين مع نقابة العباسيين.
[وممن توفى فيها من الأعيان.]
[أحمد بن محمد]
ابن على بن صدقة، التغلبي، المعروف بابن الخياط الشاعر الدمشقيّ، الكاتب، له ديوان شعر مشهور. قال ابن عساكر ختم به شعر الشعراء بدمشق، شعره جيد حسن، وكان مكثرا لحفظ الأشعار المتقدمة وأخبارهم، وأورد له ابن خلكان قطعة جيدة من شعره من قصيدته التي لو لم يكن له سواها لكفته وهي التي يقول فيها:
خذا من صبا نجد أمانا لقلبه … فقد كاد رياها يطير بلبه
وإياكما ذاك النسيم فإنه … متى هب كان الوجد أيسر خطبه
خليلي، لو أحببتما لعلمتما … محل الهوى من مغرم القلب صبه
تذكر والذكرى تشوق وذو الهوى … يتوق ومن يعلق به الحب يصبه
غرام على يأس الهوى ورجائه … وشوق على بعد المزار وقربه
وفي الركب مطوى الضلوع على جوى … متى يدعه داعي الغرام يلبه
إذا خطرت من جانب الرمل نفحة … تضمن منها داؤه دون صحبه