للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استشهد يوم اليمامة وقتل معه أيضا ابناه عبد الرحمن ووهب، وابن ابنه حكيم بن وهب بن حزن.

وممن استشهد في هذه السنة داذويه الفارسي أحد أمراء اليمن الذين قتلوا الأسود العنسيّ، قتله غيلة قيس بن مكشوح حين ارتد قبل أن يرجع قيس إلى الإسلام فلما عنفه الصديق على قتله أنكر ذلك فقبل علانيته وإسلامه.

[ومنهم زيد بن الخطاب]

ابن نفيل القرشي العدوي أبو محمد، وهو أخو عمر بن الخطاب لأبيه، وكان زيد أكبر من عمر، أسلم قديما، وشهد بدرا، وما بعدها وقد آخى رسول الله بينه وبين معن بن عدي الأنصاري وقد قتلا جميعا باليمامة، وقد كانت راية المهاجرين يومئذ بيده، فلم يزل يتقدم بها حتى قتل فسقطت، فأخذها سالم مولى أبى حذيفة، وقد قتل زيد يومئذ الرجال بن عنفوة، واسمه نهار، وكان الرجال هذا قد أسلم وقرأ البقرة ثم ارتد ورجع فصدق مسيلمة وشهد له بالرسالة، فحصل به فتنة عظيمة، فكانت وفاته على يد زيد رضى الله عن زيد. ثم قتل زيدا رجل يقال له أبو مريم الحنفي، وقد أسلم بعد ذلك وقال لعمر: يا أمير المؤمنين إن الله أكرم زيدا بيدي ولم يهنى على يده، وقيل: إنما قتله سلمة بن صبيح ابن عم أبى مريم هذا، ورجحه أبو عمر وقال: لأن عمر استقضى أبا مريم، وهذا لا يدل على نفى ما تقدم والله أعلم * وقد قال عمر لما بلغه مقتل زيد بن الخطاب: سبقني إلى الحسنيين أسلم قبلي، واستشهد قبلي، وقال لمتمم بن نويرة حين جعل يرثى أخاه مالكا بتلك الأبيات المتقدم ذكرها: لو كنت أحسن الشعر لقلت كما قلت، فقال له متمم: لو أن أخى ذهب على ما ذهب عليه أخوك ما حزنت عليه، فقال له عمر: ما عزانى أحد بمثل ما عزيتنى به، ومع هذا كان عمر يقول ما هبت الصبا إلا ذكرتني زيد بن الخطاب، .

[ومنهم سالم بن عبيد]

ويقال: ابن يعمل مولى أبى حذيفة بن عتبة بن ربيعة، وإنما كان معتقا لزوجته ثبيتة بنت يعاد وقد تبناه أبو حنيفة وزوجه بابنة أخيه فاطمة بنت الوليد بن عتبة، فلما أنزل الله ﴿اُدْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ﴾ جاءت امرأة أبى حذيفة سهلة بنت سهل بن عمرو فقالت: يا رسول الله إن سالما يدخل على وأنا غفل، فأمرها أن ترضعه فأرضعته فكان يدخل عليها بتلك الرضاعة، وكان من سادات المسلمين، أسلم قديما وهاجر إلى المدينة قبل رسول الله ، فكان يصلّى بمن بها من المهاجرين، وفيهم عمر بن الخطاب لكثرة حفظه القرآن، وشهد بدرا وما بعدها

وهو أحد الأربعة الذين قال فيهم رسول الله :

استقرءوا القرآن من أربعة، فذكر منهم سالما مولى أبى حذيفة، وروى عن عمر أنه قال: لما احتضر لو كان سالم حيا لما جعلتها شورى، قال أبو عمر بن عبد البر: معناه أنه كان يصدر عن رأيه فيمن

<<  <  ج: ص:  >  >>