إلى أوان الحج، وخرج الركب يوم الاثنين ثامن شوال وأميره قطلجا الأبوبكري، الّذي بالقصاعين وقاضى الركب شمس الدين قاضى القضاة ابن مسلم الحنبلي، وحج معهم جمال الدين المزي، وعماد الدين ابن الشيرجي، وأمين الدين الوافي، وفخر الدين البعلبكي، وجماعة، وفوض الكلام في ذلك إلى شرف الدين بن سعد الدين بن نجيح. كذا أخبرنى شهاب الدين الظاهري. ومن المصريين قاضى القضاة بدر الدين بن جماعة وولده عز الدين وفخر الدين كاتب المماليك، وشمس الدين الحارثي، وشهاب الدين الأذرعي، وعلاء الدين الفارسي.
وفي شوال باشر تقى الدين السبكى مشيخة دار الحديث الظاهرية بالقاهرة بعد زكى الدين المنادي ويقال له عبد العظيم بن الحافظ شرف الدين الدمياطيّ، ثم انتزعت من السبكى لفتح الدين بن سيد الناس اليعمري، باشرها في ذي القعدة. وفي يوم الخميس مستهل ذي الحجة خلع على قطب الدين بن شيخ السلامية وأعيد إلى نظر الجيش مصاحبا لمعين الدين بن الحشيشى، ثم بعد مدة مديدة استقل قطب الدين بالنظر وحده وعزل ابن حشيش.
[وممن توفى فيها من الأعيان]
[الامام المؤرخ كمال الدين الفوطي]
أبو الفضل عبد الرزاق أحمد بن محمد بن أحمد بن الفوطي عمر بن أبى المعالي الشيباني البغدادي، المعروف بابن الفوطي، وهو جده لأمه، ولد سنة اثنتين وأربعين وستمائة ببغداد، وأسر في واقعة التتار ثم تخلص من الأسر، فكان مشارفا على الكتب بالمستنصرية، وقد صنف تاريخا في خمس وخمسين مجلدا، وآخر في نحو عشرين، وله مصنفات كثيرة، وشعر حسن، وقد سمع الحسن من محيي الدين بن الجوزي، توفى ثالث المحرم ودفن بالشونيزية.
قاضى القضاة نجم الدين بن صصريّ
أبو العباس أحمد بن العدل عماد الدين بن محمد بن العدل أمين الدين سالم بن الحافظ المحدث بهاء الدين أبى المواهب بن هبة الله بن محفوظ بن الحسن بن الحسن بن محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن صصريّ التغلبي الربعي الشافعيّ قاضى القضاة بالشام، ولد في ذي القعدة سنة خمس وخمسين وستمائة، وسمع الحديث واشتغل وحصل وكتب عن القاضي شمس الدين بن خلكان وفيات الأعيان، وسمعها عليه، وتفقه بالشيخ تاج الدين الفزاري، وعلى أخيه شرف الدين في النحو، وكان له يد في الإنشاء وحسن العبارة، ودرس بالعادلية الصغيرة سنة ثنتين وثمانين، وبالأمينية سنة تسعين، وبالغزالية سنة أربع وتسعين، وتولى قضاء العساكر في دولة العادل كتبغا، ثم تولى قضاء الشام سنة ثنتين وسبعمائة، بعد ابن جماعة حين طلب لقضاء مصر، بعد ابن دقيق العيد.
ثم أضيف إليه مشيخة الشيوخ مع تدريس العادلية والغزالية والاتابكية، وكلها مناصب دنيوية