ابن أبى بكر البغدادي، أبو بكر بن نقطة الحافظ المحدث الفاضل، صاحب الكتاب النافع المسمى بالتقييد في تراجم رواة الكتب والمشاهير من المحدثين، وكان أبوه فقيها فقيرا منقطعا في بعض مساجد بغداد، يؤثر أصحابه بما يحصل له، ونشأ ولده هذا معنى بعلم الحديث وسماعه والرحلة فيه إلى الآفاق شرقا وغربا، حتى برز فيه على الأقران، وفاق أهل ذلك الزمان، ولد سنة تسع وسبعين وخمسمائة، وتوفى يوم الجمعة الثاني والعشرين من صفر من هذه السنة، رحمهم الله تعالى.
[الجمال عبد الله بن الحافظ عبد الغنى المقدسي]
كان فاضلا كريما حييا، سمع الكثير، ثم خالط الملوك وأبناء الدنيا، فتغيرت أحواله ومات ببستان ابن شكر عند الصالح إسماعيل بن العادل، وهو الّذي كفنه ودفن بسفح قاسيون
[أبو على الحسين بن أبى بكر المبارك]
ابن أبى عبد الله محمد بن يحيى بن مسلم الزبيدي ثم البغدادي، كان شيخا صالحا حنفيا فاضلا ذا فنون كثيرة، ومن ذلك علم الفرائض والعروض، وله فيه أرجوزة حسنة، انتخب منها ابن الساعي من كل بحر بيتين، وسرد ذلك في تاريخه.
[أبو الفتح مسعود بن إسماعيل]
ابن على بن موسى السلماسي، فقيه أديب شاعر، له تصانيف، وقد شرح المقامات والجمل في النحو، وله خطب وأشعار حسنة رحمه الله تعالى.
[أبو بكر محمد بن عبد الوهاب]
ابن عبد الله الأنصاري فخر الدين ابن الشيرجي الدمشقيّ، أحد المعدلين بها، ولد سنة تسع وأربعين وخمسمائة، وسمع الحديث وكان يلي ديوان الخاتون ست الشام بنت أيوب، وفوضت إليه أمر أوقافها. قال السبط: وكان ثقة أمينا كيسا متواضعا. قال وقد وزر ولده شرف الدين للناصر داود مدة يسيرة، وكانت وفاة فخر الدين في يوم عيد الأضحى ودفن بمقابر باب الصغير رحمه الله تعالى وعفا عنه.
[حسام بن غزي]
ابن يونس عماد الدين أبو المناقب المحلى المصري، ثم الدمشقيّ، كان شيخا صالحا فاضلا فقيها شافعيا حسن المحاضرة وله أشعار حسنة. قال أبو شامة: وله في معجم القوصي ترجمة حسنة، وذكر أنه توفى عاشر ربيع الآخر ودفن بمقابر الصوفية. قال السبط: وكان مقيما بالمدرسة الأمينية، وكان لا يأكل لأحد شيئا ولا للسلطان، بل إذا حضر طعاما كان معه في كمه شيء يأكله، وكان لا يزال معه ألف دينار على وسطه، وحكى عنه قال: خلع عليّ الملك العادل ليلة طيلسانا فلما خرجت مشى بين يدي تعاط