للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشيخنا الحافظ أبو عبد الله الذهبي في تاريخه، وقد جمعنا متفرقات كلام الناس في مجلد مفرد، وأفردنا لما أسنده وروى عنه من الأحكام مجلدا آخر كبيرا مرتبا على أبواب الفقه ولله الحمد.

قال ابن جرير: وفي هذه السنة توفى قتادة بن النعمان، وفيها غزا معاوية الصائفة حتى بلغ عمّورية ومعه من الصحابة عبادة بن الصامت، وأبو أيوب، وأبو ذر، وشداد بن أوس، وفيها فتح معاوية عسقلان صلحا. قال: وفيها كان على قضاء الكوفة شريح، وعلى قضاء البصرة كعب بن سوار، قال: وأما مصعب الزبيري فإنه ذكر أن مالكا روى عن الزهري أن أبا بكر وعمر لم يكن لهما قاض وقال شيخنا أبو عبد الله الذهبي في تاريخه في سنة ثلاث وعشرين. فيها كانت قصة سارية بن زنيم.

وفيها فتحت كرمان وأميرها سهيل بن عدي. وفيها فتحت سجستان، وأميرها عاصم بن عمرو.

وفيها فتحت مكران، وأميرها الحكم بن أبى العاص، أخو عثمان، وهي من بلاد الجبل. وفيها رجع أبو موسى الأشعري من بلاد أصبهان وقد افتتح بلادها، وفيها غزا معاوية الصائفة حتى بلغ عمّورية.

ثم ذكر وفاة من مات فيها. فمنهم قتادة بن النعمان الأنصاري الأوسي الظفري أخو أبى سعيد الخدريّ لأمه، وقتادة أكبر منه، شهد بدرا وأصيبت عينه في يوم أحد حتى وقعت على خده فردها رسول الله فصارت أحسن عينيه، وكان من الرماة المذكورين، وكان على مقدمة عمر حين قدم إلى الشام توفى في هذه السنة على المشهور عن خمس وستين سنة، ونزل عمر في قبره، وقيل إنه توفى في التي قبلها. ثم ذكر ترجمة عمر بن الخطاب فأطال فيها وأكثر وأطنب، وأتى بمقاصد كثيرة مهمة، وفوائد جمة، وأشياء حسنة، فأثابه الله الجنة. ثم قال:

[ذكر من توفى في خلافة عمر بن الخطاب .]

[الأقرع بن حابس]

ابن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمي المجاشعي. قال ابن دريد: واسمه فراس بن حابس ولقب بالأقرع لقرع في رأسه، وكان أحد الرؤساء، قدم على رسول الله مع وفد بنى تميم، وهو الّذي نادى من وراء الحجرات: يا محمد إن مدحى زين، وذمي شين، وهو القائل - وقد رأى رسول الله يقبل الحسن - أتقبله؟ والله إن لي عشرة من الولد ما قبلت واحدا منهم. فقال «من لا يرحم لا يرحم».

وفي رواية «ما أملك أن نزع الله الرحمة من قلبك» وكان ممن تألفه رسول الله فأعطاه يوم حنين مائة من الإبل، وكذلك لعيينة بن حصن الفزاري، وأعطى عباس بن مرداس خمسين (١) من الإبل فقال:

أتجعل نهبي ونهب العبيد … بين عيينة والأقرع

فما كان حصن ولا حابس … يفوقان مرداس في مجمع


(١) كذا في الحلبية وفي المصرية: خمسا من الإبل.

<<  <  ج: ص:  >  >>