للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقل للذي يبقى خلاف الّذي مضى … تهيأ لأخرى مثلها فكأن قدى

فما عيش من قد عاش بعدي بنافعي … ولا موت من قد مات يوما بمخلدى

ثم قال عمر: رحم الله أبا سليمان ما عند الله خير له مما كان فيه. ولقد مات سعيدا وعاش حميدا ولكن رأيت الدهر ليس بقائل.

[طليحة بن خويلد]

ابن نوفل بن نضلة بن الأشتر بن جحوان بن فقعس بن طريف بن عمر بن قعير بن الحارث بن ثعلبة بن داود بن أسد بن خزيمة الأسدي الفقعسي، كان ممن شهد الخندق من ناحية المشركين، ثم أسلم سنة تسع، ووفد على رسول الله إلى المدينة ثم ارتد بعد وفاة رسول الله في أيام الصديق، وادعى النبوة كما تقدم. وروى ابن عساكر أنه ادعى النبوة في حياة رسول الله وأن ابنه خيال قدم على رسول الله فسأله: ما اسم الّذي يأتى إلى أبيك؟ فقال: ذو النون الّذي لا يكذب ولا يخون، ولا يكون كما يكون. فقال: لقد سمى ملكا عظيم الشأن، ثم قال لابنه:

قتلك الله وحرمك الشهادة. ورده كما جاء. فقتل خيال في الردة في بعض الوقائع قتله عكاشة بن محصن ثم قتل طليحة عكاشة وله مع المسلمين وقائع. ثم خذله الله على يدي خالد بن الوليد، وتفرق جنده فهرب حتى دخل الشام فنزل على آل جفنة، فأقام عندهم حتى مات الصديق حياء منه، ثم رجع إلى الإسلام واعتمر، ثم جاء يسلم على عمر فقال له: اغرب عنى فإنك قاتل الرجلين الصالحين، عكاشة بن محصن، وثابت بن أقرم، فقال: يا أمير المؤمنين هما رجلان أكرمهما الله على يدي ولم يهنى بأيديهما. فأعجب عمر كلامه ورضى عنه. وكتب له بالوصاة إلى الأمراء أن يشاور ولا يولى شيئا من الأمر ثم عاد إلى الشام مجاهدا فشهد اليرموك وبعض حروب كالقادسية ونهاوند الفرس، وكان من الشجعان المذكورين، والأبطال المشهورين، وقد حسن إسلامه بعد هذا كله. وذكره محمد بن سعد في الطبقة الرابعة من الصحابة وقال: كان يعد بألف فارس لشدته وشجاعته وبصره بالحرب. وقال أبو نصر بن ماكولا: أسلم ثم ارتد ثم أسلم وحسن إسلامه، وكان يعدل بألف فارس. ومن شعره أيام ردته وادعائه النبوة في قتل المسلمين أصحابه.

فما ظنكم بالقوم إذ تقتلونهم … أليسوا وإن لم يسلموا برجال

فان يكن اذواد أصبن ونسوة … فلم يذهبوا فرعا بقتل خيال

نصبت لهم صدر الحمالة إنها … معاودة قتل الكماة نزال

فيوما تراها في الجلال مصونة … ويوما تراها غير ذات جلال

ويوما تراها تضيء المشرفية نحوها … ويوما تراها في ظلال عوالي

<<  <  ج: ص:  >  >>