إلى الخليفة يطلب منه أموالا يستعين بها على هذه الغزوة، فبعث إليه يقول: لو كان الخراج يجيئ إلى لدفعت منه ما يحتاج المسلمون إليه، ولكن أنت تصرف منه في وجوه ليس بالمسلمين إليها ضرورة وأما أنا فليس عندي شيء أرسله إليك. فترددت الرسل بينهم وأغلظ بختيار للخليفة في الكلام وتهدده فاحتاج الخليفة أن يحصل له شيئا فباع بعض ثياب بدنه وشيئا من أثاث بيته، ونقض بعض سقوف داره وحصل له أربعمائة ألف درهم فصرفها بختيار في مصالح نفسه وأبطل تلك الغزاة، فنقم الناس للخليفة وساءهم ما فعل به ابن بويه الرافضيّ من أخذه مال الخليفة وتركه الجهاد، فلا جزاه الله خيرا عن المسلمين. وفيها تسلم أبو تغلب بن حمدان قلعة ماردين فنقل حواصلها وما فيها إلى الموصل. وفيها اصطلح الأمير منصور بن نوح الساماني صاحب خراسان وركن الدولة بن بويه وابنه عضد الدولة على أن يحملا إليه في كل سنة مائة ألف دينار وخمسين ألف دينار، وتزوج بابنة ركن الدولة، فحمل إليه من الهدايا والتحف ما لا يعد ولا يحصى. وفي شوال منها خرج المعز الفاطمي بأهله وحاشيته وجنوده من المدينة المنصورة من بلاد المغرب قاصدا البلاد المصرية، بعد ما مهد له مولاه جوهر أمرها وبنى له بها القصرين، واستخلف المعز على بلاد المغرب ونواحيها وصقلّيّة وأعمالها نوابا من جهته وحزبه وأنصاره من أهل تلك البلاد، واستصحب معه شاعره محمد بن هانئ الأندلسى، فتوفى في أثناء الطريق، وكان قدوم المعز إلى القاهرة في رمضان من السنة الآتية على ما سيأتي. وفيها حج بالناس الشريف أبو أحمد الموسوي النقيب على الطالبيين كلهم.
[وفيها توفى من الأعيان]
[سعيد بن أبى سعيد الجنابي]
أبو القاسم القرمطى الهجريّ، وقام بالأمر من بعده أخوه أبو يعقوب يوسف، ولم يبق من سلالة أبى سعيد سواه
[عثمان بن عمر بن خفيف]
أبو عمر المقري المعروف بالدراج، روى عن أبى بكر بن أبى داود وعنه ابن رزقويه، وكان من أهل القراءات والفقه والدراية والديانة والسيرة الجميلة، وكان يعد من الابدال. توفى يوم الجمعة في رمضان منها
[على بن إسحاق بن خلف]
أبو الحسين القطان الشاعر المعروف بالمراهى. ومن شعره:
قم فهن عاشقين * أصبحا مصطحبين … جمعا بعد فراق * فجعا منه ببين
ثم عادا في سرور * من صدود آمنين … بهما روح ولكن * ركبت في بدنين
[أحمد بن سهل]
ابن شداد أبو بكر المخرمي، سمع أبا خليفة وجعفر الفريابي، وابن أبى الفوارس وابن جرير وغيرهم، وعنه الدار قطنى وابن رزقويه وأبو نعيم. وقد ضعفه البرقاني وابن الجوزي وغيرهم.