أبو قتادة الأنصاري، وقال الواقدي: اسمه النعمان بن ربعي، وقال غيره: عمرو بن ربعي.
وهو أبو قتادة الأنصاري السلمي المدني فارس الإسلام، شهد أحدا وما بعدها، وكان له يوم ذي قرد سعى مشكور كما قدمنا هناك.
قال رسول الله ﷺ:«خير فرساننا اليوم أبو قتادة، وخير رجالتنا سلمة بن الأكوع». وزعم أبو أحمد الحاكم أنه شهد بدرا وليس بمعروف،
وقال أبو سعيد الخدريّ: أخبرنى من هو خير منى أبو قتادة الأنصاري أن رسول الله قال لعمار: «تقتلك الفئة الباغية». قال الواقدي وغير واحد: توفى في هذه السنة - يعنى سنة أربع وخمسين - بالمدينة عن سبعين سنة، وزعم الهيثم بن عدي وغيره أنه توفى بالكوفة سنة ثمان وثلاثين، وصلى عليه على بن أبى طالب. وهذا غريب
[حكيم بن حزام]
بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب القرشي الأسدي أبو خالد المكيّ، أمه فاختة بنت زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى، وعمته خديجة بنت خويلد، زوجة رسول الله ﷺ، وأم أولاده سوى إبراهيم. ولدته أمه في جوف الكعبة قبل الفيل بثلاث عشر سنة، وذلك أنها دخلت تزور فضربها الطلق وهي في الكعبة فوضعته على نطع، وكان شديد المحبة لرسول الله ﷺ، ولما كان بنو هاشم وبنو المطلب في الشعب لا يبايعوا ولا يناكحوا، كان حكيم يقبل بالعير يقدم من الشام فيشتريها بكمالها، ثم يذهب بها فيضرب أدبارها حتى يلج الشعب يحمل الطعام والكسوة تكرمة لرسول الله ﷺ، ولعمته خديجة بنت خويلد. وهو الّذي اشترى زيد بن حارثة فابتاعته منه عمته خديجة فوهبته لرسول الله فأعتقه، وكان اشترى حلة ذي يزن فأهداها لرسول الله ﷺ فلبسها، قال: فما رأيت شيئا أحسن منه فيها.
ومع هذا ما أسلم إلا يوم الفتح هو وأولاده كلهم، قال البخاري وغيره: عاش في الجاهلية ستين سنة، وفي الإسلام ستين سنة، وكان من سادات قريش وكرمائهم وأعلمهم بالنسب، وكان كثير الصدقة والبر والعتاقة، فلما أسلم سأل عن ذلك رسول الله فقال:«أسلمت على ما أسلمت من خير». وقد كان حكيم شهد مع المشركين بدرا وتقدم إلى الحوض فكاد حمزة أن يقتله، فما سحب إلا سحبا بين يديه، فلهذا كان إذا اجتهد في اليمين يقول: لا والّذي نجاني يوم بدر. ولما ركب رسول الله إلى فتح مكة ومعه الجنود بمر الظهران خرج حكيم وأبو سفيان يتجسسان الأخبار، فلقيهما العباس، فأخذ أبا سفيان فأجاره وأخذ له أمانا من رسول الله ﷺ، وأسلم أبو سفيان ليلتئذ كرها، ومن صبيحة ذلك اليوم أسلم حكيم وشهد مع رسول الله ﷺ حنينا، وأعطاه مائة من الإبل ثم سأله فأعطاه، ثم سأله فأعطاه، ثم
قال:«يا حكيم إن هذه المال حلوة خضرة، وإنه من أخذه بسخاوة بورك له فيه، ومن أخذه بإسراف نفس لم يبارك له فيه وكان كالذي يأكل ولا يشبع». فقال