للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آبائه، وفيه أن رسول الله قال له: «أما إنك ستصاب في بصرك». وكان كذلك، وقد روى من وجه آخر أيضا والله أعلم.

[ذكر صفة أخرى لرؤيته جبريل]

رواها قتيبة عن الدراوَرْديّ عن ثور بن يزيد عن موسى بن ميسرة أن العباس بعث ابنه عبد الله في حاجة إلى رسول الله فوجد عنده رجلا فرجع ولم يكلمه من أجل مكان ذلك الرجل، فلقى العباس بعد ذلك رسول الله ، فقال العباس: يا رسول الله أرسلت إليك ابني فوجد عندك رجلا فلم يستطع أن يكلمك فرجع وراءه، فقال رسول الله : «يا عم تدري من ذاك الرجل؟ قال:

لا! قال: ذاك جبريل، ولن يموت ابنك حتى يذهب بصره ويؤتى علما». ورواه سليمان بن بلال عن ثور بن يزيد كذلك، وله طريق أخرى. وقد ورد في فضائل ابن عباس أحاديث كثيرة منها ما هو منكر جدا أضربنا عن كثير منها صفحا، وذكرنا ما فيه مقنع وكفاية عما سواه.

وقال البيهقي: أنبأ أبو عبد الله الحافظ أنبأ عبد الله بن الحسن القاضي بمرو ثنا الحارث بن محمد أنبأ يزيد بن هارون أنبأ جرير بن حازم عن يعلى بن حكيم عن عكرمة عن ابن عباس قال: «لما قبض رسول الله قلت لرجل من الأنصار: هلم فلنسأل أصحاب رسول الله فإنهم اليوم كثير، فقال:

يا عجبا لك يا ابن عباس!! أترى الناس يفتقرون إليك وفي الناس من أصحاب رسول الله من فيهم؟ قال: فترك ذلك وأقبلت أنا أسأل أصحاب رسول الله ، فان كان ليبلغني الحديث عن الرجل فآتي بابه وهو قائل فأتوسد ردائي على بابه يسفى الريح على من التراب، فيخرج فيراني فيقول: يا ابن عم رسول الله ما جاء بك؟ هلا أرسلت إلى فآتيك؟ فأقول: لا! أنا أحق أن آتيك، قال: فأسأله عن الحديث، قال: فعاش هذا الرجل الأنصاري حتى رآني وقد اجتمع حولي الناس يسألونى، فيقول: هذا الفتى كان أعقل منى». وقال محمد بن عبد الله الأنصاري: ثنا محمد بن عمرو ابن علقمة ثنا أبو سلمة عن ابن عباس قال: وجدت عامة علم رسول الله عند هذا الحي من الأنصار، إن كنت لأقيل بباب أحدهم، ولو شئت أن يؤذن لي عليه لأذن لي، ولكن أبتغي بذلك طيب نفسه. وقال محمد بن سعد: أنبأ محمد بن عمر حدثني قدامة بن موسى عن أبى سلمة الحضرميّ قال سمعت ابن عباس يقول: كنت ألزم الأكابر من أصحاب رسول الله من المهاجرين والأنصار فأسألهم عن مغازي رسول الله ، وما نزل من القرآن في ذلك، وكنت لا آتى أحدا منهم إلا سر باتيانى إليه، لقربى من رسول الله ، فجعلت أسأل أبى بن كعب يوما - وكان من الراسخين في العلم - عما نزل من القرآن بالمدينة، فقال: نزل سبع وعشرون سورة وسائرها مكي.

وقال أحمد: عن عبد الرزاق عن معمر قال: عامة علم ابن عباس من ثلاثة، من عمر وعلى وأبى

<<  <  ج: ص:  >  >>