للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وخنازير ثم رواه ابن جرير عن بندار عن ابن أبى عدي عن سعيد عن قتادة عن خلاس عن عمار موقوفا وهذا أصح وكذا رواه من طريق سماك عن رجل من بنى عجل عن عمار موقوفا وهو الصواب والله أعلم. وخلاص عن عمار منقطع فلو صح هذا الحديث مرفوعا لكان فيصلا في هذه القصة فان العلماء اختلفوا في المائدة هل نزلت أم لا فالجمهور أنها نزلت كما دلت عليه هذه الآثار كما هو المفهوم من ظاهر سياق القرآن ولا سيما قوله ﴿إِنِّي مُنَزِّلُها عَلَيْكُمْ﴾ كما قرره ابن جرير والله أعلم. وقد روى ابن جرير باسناد صحيح الى مجاهد والى الحسن بن أبى الحسن البصري أنهما قالا لم تنزل وانهم أبوا نزولها حين قال ﴿فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ﴾. ولهذا قيل ان النصارى لا يعرفون خبر المائدة وليس مذكورا في كتابهم مع أن خبرها مما يتوفر الدواعي على نقله والله أعلم. وقد تقصينا الكلام على ذلك في التفسير فليكتب من هناك * ومن أراد مراجعته فلينظره من ثم ولله الحمد والمنة

[فصل]

قال أبو بكر بن أبى الدنيا حدثنا رجل سقط اسمه حدثنا حجاج بن محمد حدثنا أبو هلال محمد بن سليمان عن بكر بن عبد الله المزني قال فقد الحواريون نبيهم عيسى فقيل لهم توجه نحو البحر فانطلقوا يطلبونه فلما انتهوا الى البحر إذا هو يمشى على الماء يرفعه الموج مرة ويضعه أخرى وعليه كساء مرتد بنصفه ومؤتزر بنصفه حتى انتهى اليهم فقال له بعضهم قال أبو هلال ظنت أنه من أفاضلهم ألا أجيء إليك يا نبي الله قال بلى قال فوضع احدى رجليه على الماء ثم ذهب ليضع الأخرى فقال أوه غرقت يا نبي الله فقال أرنى يدك يا قصير الايمان لو أن لابن آدم من اليقين قدر شعيرة مشى على الماء. ورواه أبو سعيد ابن الأعرابي عن إبراهيم بن أبى الجحيم عن سليمان بن حرب عن أبى هلال عن بكر بنحوه. ثم قال ابن أبى الدنيا حدثنا محمد بن على بن الحسن بن سفيان حدثنا إبراهيم بن الأشعث عن الفضيل بن عياض قال قيل لعيسى بن مريم يا عيسى بأي شيء تمشى على الماء قال بالايمان واليقين. قالوا فانا آمنا كما آمنت وأيقنا كما أيقنت قال فامشوا إذا قال فمشوا معه في الموج فغرقوا فقال لهم عيسى ما لكم فقالوا خفنا الموج قال ألا خفتم رب الموج قال فأخرجهم ثم ضرب بيده الى الأرض فقبض بها ثم بسطها فإذا في احدى يديه ذهب وفي الأخرى مدر أو حصى فقال أيهما أحلى في قلوبكم قالوا هذا الذهب قال فإنهما عندي سواء وقدمنا في قصة يحيى بن زكريا عن بعض السلف أن عيسى كان يلبس الشعر ويأكل من ورق الشجر ولا يأوى الى منزل ولا أهل ولا مال ولا يدخر شيئا لغد. قال بعضهم كان يأكل من غزل أمه صلوات الله وسلامه عليه.

وروى ابن عساكر عن الشعبي أنه قال كان عيسى إذا ذكر عنده الساعة صاح ويقول لا ينبغي لابن مريم أن تذكر عنده الساعة ويسكت وعن عبد الملك ابن سعيد بن بحر أن عيسى كان

<<  <  ج: ص:  >  >>