للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألف ركعة، وقيل في الليل والنهار مع الجمال التام، وعلى هذا فهو أبو لخلفاء العباسيين، ففي ولده كانت الخلافة العباسية كما سيأتي، وكان لابن عباس أيضا محمد والفضل وعبد الله، وأمهم زرعة بنت مسرح بن معديكرب، وله أسماء وهي لأم ولد، وكان له من الموالي عكرمة وكريب وأبو معبد وشعبة ودقيق وأبو عمرة وأبو عبيد. وأسند ألفا وستمائة وسبعين حديثا والله أعلم.

وفيها توفى أبو شريح الخزاعي العدوي الكعبي، اختلف في اسمه على أقوال أصحها خويلد بن عمرو، أسلم عام الفتح، وكان معه أحد ألوية بنى كعب الثلاثة، قال محمد بن سعد: مات في هذه السنة وله أحاديث * وفيها توفى أبو واقد الليثي صحابى جليل مختلف في اسمه وفي شهوده بدرا، قال الواقدي توفى سنة ثمان وستين عن خمس وستين سنة، وكذا قال غير واحد في تاريخ وفاته. وزعم بعضهم أنه عاش سبعين سنة، مات بمكة بعد ما جاوز بها سنة ودفن في مقابر المهاجرين والله أعلم.

[ثم دخلت سنة تسع وستين]

ففيها كان مقتل عمرو بن سعيد الأشدق الأموي قتله عبد الملك بن مروان وكان سبب ذلك أن عبد الملك ركب في أول هذه السنة في جنوده قاصدا قرقيسيا ليحاصر زفر بن الحارث الكلابي الّذي أعان سليمان بن صرد على جيش مروان حين قاتلوهم بعين وردة. ومن عزمه إذا فرغ من ذلك أن يقصد مصعب بن الزبير بعد ذلك، فلما سار إليها استخلف على دمشق عمرو بن سعيد الأشدق، فتحصن بها وأخذ أموال بيت المال وقيل بل كان مع عبد الملك ولكنه انخذل عنه في طائفة من الجيش وكر راجعا إلى دمشق في الليل، ومعه حميد بن حريث بن بحدل الكلبي، وزهير بن الأبرد الكلبي، فانتهوا إلى دمشق وعليها عبد الرحمن بن أم الحكم نائباً من جهة عبد الملك، فلما أحس بهم هرب وترك البلد فدخلها عمرو بن سعيد الأشدق فاستحوذ على ما فيها من الخزائن، وخطب الناس فوعدهم العدل والنصف والعطاء الجزيل والثناء الجميل، ولما علم عبد الملك بما فعله الأشدق كر راجعا من فوره فوجد الأشدق قد حصن دمشق وعلق عليها الستائر والمسوح، وانحاز الأشدق إلى حصن رومي منيع كان بدمشق فنزله، فحاصره عبد الملك وقاتله الأشدق مدة ستة عشر يوما، ثم اصطلحا على ترك القتال، وعلى أن يكون ولى العهد بعد عبد الملك، وعلى أن يكون لكل عامل لعبد الملك عامل له، وكتبا بينهما كتاب أمان، وذلك عشية الخميس، ودخل عبد الملك إلى دمشق إلى دار الامارة على عادته، وبعث إلى عمرو بن سعيد الأشدق يقول له: رد على الناس أعطياتهم التي أخذتها من بيت المال، فبعث إليه الأشدق: إن هذا ليس إليك، وليس هذا البلد لك فاخرج منه، فلما كان يوم الاثنين بعث عبد الملك إلى الأشدق يأمره بالإتيان إلى منزله بدار الامارة الخضراء، فلما جاءه الرسول صادف عنده عبد الله بن يزيد بن معاوية وهو زوج ابنته أم موسى بنت

<<  <  ج: ص:  >  >>