ارى قسم الأرزاق أعجب قسمة … لذي دعة ومكدية لذي كد
وأحمق ذو مال وأحمق معدم … وعقل بلا حظ وعقل له حد
يعم الغنى والفقر ذا الجهل والحجا … ولله من قبل الأمور ومن بعد
[أبو زكريا يحيى بن القاسم]
ابن الفرج بن درع بن الخضر الشافعيّ شيخ تاج الدين التكريتي قاضيها، ثم درس بنظامية بغداد، وكان متقنا لعلوم كثيرة منها التفسير والفقه والأدب والنحو واللغة، وله المصنفات في ذلك كله وجمع لنفسه تاريخا حسنا. ومن شعره قوله:
لا بد للمرء من ضيق ومن سعة … ومن سرور يوافيه ومن حزن
والله يطلب منه شكر نعمته … ما دام فيها ويبغى الصبر في المحن
فكن مع الله في الحالين معتنقا … فرضيك هذين في سر وفي علن
فما على شدة يبقى الزمان يكن … ولا على نعمة تبقى على الزمن
وله أيضا:
إن كان قاضى الهوى عليّ ولى … ما جار في الحكم من على ولى
يا يوسفي الجمال عندك لم … تبق لي حيلة من الحيل
إن كان قدّ القميص من دبر … ففيك قدّ الفؤاد من قبل
[صاحب الجواهر]
الشيخ الامام جمال الدين أبو محمد عبد الله بن نجم بن ساس بن نزار بن عشائر بن عبد الله بن محمد بن سلس الجذامي المالكي الفقيه، مصنف كتاب الجواهر الثمينة في مذهب عالم المدينة، وهو من أكثر الكتب فوائد في الفروع، رتبه على طريقة الوجيز للغزالى. قال ابن خلكان: وفيه دلالة على غزارة علمه وفضله والطائفة المالكية بمصر عاكفة عليه لحسنه وكثرة فوائده، وكان مدرسا بمصر ومات بدمياط ﵀، والله سبحانه أعلم.
[ثم دخلت سنة سبع عشرة وستمائة]
في هذه السنة عم البلاء وعظم العزاء بجنكزخان المسمى بتموجين لعنه الله تعالى، ومن معه من التتار قبحهم الله أجمعين، واستفحل أمرهم واشتد إفسادهم من أقصى بلاد الصين إلى أن وصلوا بلاد العراق وما حولها حتى انتهوا إلى إربل وأعمالها، فملكوا في سنة واحدة وهي هذه السنة سائر الممالك إلا العراق والجزيرة والشام ومصر، وقهروا جميع الطوائف التي بتلك النواحي الخوارزمية والقفجاق والكرج واللان والخزر وغيرهم، وقتلوا في هذه السنة من طوائف المسلمين وغيرهم في بلدان متعددة كبار ما لا يحد ولا يوصف، وبالجملة فلم يدخلوا بلدا إلا قتلوا جميع من فيه من المقاتلة