من الناس يقولونه. قال فجيء بالأسرى وعليهم شقران مولى رسول الله ﷺ وكان قد شهد معهم بدرا وهم تسع وأربعون رجلا الذين أحصوا. قال الواقدي: وهم سبعون في الأصل مجتمع عليه لا شك فيه
قال ولقي رسول الله ﷺ إلى الروحاء رءوس الناس يهنئونه بما فتح الله عليه. فقال له أسيد بن الحضير: يا رسول الله الحمد لله الّذي أظفرك وأقلم عينك، والله يا رسول الله ما كان تخلفى عن بدر وأنا أظن أنك تلقى عدوا، ولكن ظننت أنها عير ولو ظننت أنه عدو ما تخلفت. فقال له رسول الله «صدقت». قال ابن إسحاق: ثم أقبل رسول الله ﷺ قافلا إلى المدينة ومعه الأسارى وفيهم عقبة بن أبى معيط والنضر بن الحارث وقد جعل على النفل عبد الله بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار. فقال راجز من المسلمين - قال ابن هشام [يقال إنه] هو عدي بن أبى الزغباء -:
أقم لها صدورها يا بسبس … ليس بذي الطلح لها معرس
ولا بصحراء عمير محبس … إن مطايا القوم لا تحبّس
فحملها على الطريق أكيس … قد نصر الله وفر الأخنس
قال ثم أقبل رسول الله ﷺ حتى إذا خرج من مضيق الصفراء نزل على كثيب بين المضيق وبين النازية يقال له سير إلى سرحة به فقسم هنالك النفل الّذي أفاء الله على المسلمين من المشركين على السواء، ثم ارتحل حتى إذا كان بالروحاء لقيه المسلمون يهنئونه بما فتح الله عليه ومن معه من المسلمين
فقال لهم سلمة بن سلامة بن وقش كما حدثني عاصم بن عمرو يزيد بن رومان ما الّذي تهنئوننا به. والله إن لقينا إلا عجائز صلعا كالبدن المعقلة فنحرناها، فتبسم رسول الله ﷺ ثم قال:«أي ابن أخى أولئك الملأ» قال ابن هشام: يعنى الاشراف والرؤساء.
[مقتل النضر بن الحارث وعقبة بن أبى معيط لعنهما الله]
قال ابن إسحاق: حتى إذا كان رسول الله ﷺ بالصفراء قتل النضر بن الحارث قتله على بن أبى طالب كما أخبرنى بعض أهل العلم من أهل مكة، ثم خرج حتى إذا كان بعرق الظبية قتل عقبة ابن أبى معيط.
قال ابن إسحاق: فقال عقبة حين أمر رسول الله ﷺ بقتله: فمن للصبية يا محمد؟ قال «النار» وكان الّذي قتله عاصم بن ثابت بن أبى الاقلح أخو بنى عمرو بن عوف كما حدثني أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر. وكذا قال موسى بن عقبة في مغازيه وزعم أن رسول الله ﷺ لم يقتل من الأسارى أسيرا غيره. قال ولما أقبل اليه عاصم بن ثابت. قال: يا معشر قريش علام أقتل من بين من هاهنا؟ قال على عداوتك الله ورسوله.