للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن قلت: ما أذنبت، قالت مجيبة: … حياتك ذنب لا يقاس به ذنب

قال: فصعقت وصحت، فخرج صاحب الدار فقال: يا سيدي مالك؟ قلت: مما سمعت. قال:

هي هبة منى إليك. فقلت: قد قبلتها وهي حرة لوجه الله. ثم زوجتها لرجل، فأولدها ولدا صالحا حج على قدميه ثلاثين حجة.

[وفيها توفى: سعيد بن إسماعيل بن سعيد بن منصور أبو عثمان الواعظ]

ولد بالري، ونشأ بها، ثم انتقل إلى نيسابور فسكنها إلى أن مات بها، وقد دخل بغداد. وكان يقال إنه مجاب الدعوة. قال الخطيب: أخبرنا عبد الكريم بن هوازن قال سمعت أبا عثمان يقول:

منذ أربعين سنة ما أقامنى الله في حالة فكرهتها، ولا نقلني إلى غيرها فسخطتها. وكان أبو عثمان ينشد:

أسأت ولم أحسن، وجئتك هاربا … وأين لعبد عن مواليه مهرب؟

يؤمل غفرانا، فان خاب ظنه … فما أحد منه على الأرض أخيب

وروى الخطيب أنه سئل: أي أعمالك أرجى عندك؟ فقال: إني لما ترعرعت وأنا بالري وكانوا يريدونني على التزويج فأمتنع، فجاءتني امرأة فقالت: يا أبا عثمان قد أحببتك حبا أذهب نومي وقرارى، وأنا أسألك بمقلب القلوب وأتوسل به إليك لما تزوجتنى. فقلت: ألك والد؟ فقالت:

نعم. فأحضرته فاستدعى بالشهود فتزوجتها، فلما خلوت بها إذا هي عوراء عرجاء شوهاء مشوهة الخلق، فقلت: اللهمّ لك الحمد على ما قدرته لي، وكان أهل بيتي يلومونني على تزويجي بها، فكنت أريدها برا وإكراما، وربما احتبستنى عندها ومنعتني من الحضور إلى بعض المجالس، وكأنى كنت في بعض أوقاتي على الجمر وأنا لا أبدى لها من ذلك شيئا. فمكثت كذلك خمس عشرة سنة، فما شيء أرجى عندي من حفظي عليها ما كان في قلبها من جهتي.

وفيها توفى:

[سمنون بن حمزة]

ويقال ابن عبد الله، أحد مشايخ الصوفية، كان ورده في كل يوم وليلة خمسمائة ركعة، وسمى نفسه سمنونا الكذاب لقوله:

فليس لي في سواك حظ … فكيفما شئت فامتحنى

فابتلى بعسر البول فكان يطوف على المكاتب ويقول للصبيان: ادعوا لعمكم الكذاب، وله كلام متين في المحبة، ووسوس في آخر عمره، وله كلام في المحبة مستقيم.

وفيها توفى:

[صافى الحربي]

كان من أكابر أمراء الدولة العباسية. أوصى في مرضه أن ليس له عند غلامه القاسم شيء، فلما مات حمل غلامه القاسم إلى الوزير مائة ألف دينار وسبعمائة وعشرين منطقة من الذهب مكللة، فاستمروا به على أمرته ومنزلته.

<<  <  ج: ص:  >  >>