للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والله يحب مكارم الأخلاق. فقام أبو بردة بن نيار. فقال: يا رسول الله تحب مكارم الأخلاق (١) فقال رسول الله «والّذي نفسي بيده لا يدخل أحد الجنة إلا بحسن الخلق». هذا حديث حسن المتن غريب الاسناد جدا عزيز المخرج وقد ذكرنا ترجمة حاتم طيِّئ أيام الجاهلية عند ذكرنا من مات من أعيان المشهورين فيها وما كان يسديه حاتم إلى الناس من المكارم والإحسان إلا أن نفع ذلك في الآخرة معذوق بالايمان (٢) وهو ممن لم يقل يوما من الدهر رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين.

وقد زعم الواقدي أن رسول الله بعث على بن أبى طالب في ربيع الآخر من سنة تسع إلى بلاد طيِّئ فجاء معه بسبايا فيهم أخت عدي بن حاتم وجاء معه بسيفين كانا في بيت الصنم يقال لأحدهما الرسوب والآخر المخذم كان الحارث بن أبى سمر (٣) قد نذرهما لذلك الصنم.

قال البخاري :

[قصة دوس والطفيل بن عمرو]

حدثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن ابن ذكوان - هو عبد الله بن زياد - (٤) عن عبد الرحمن الأعرج عن أبى هريرة قال: جاء الطفيل بن عمرو الى رسول الله فقال إن دوسا قد هلكت وعصت وأبت فادع الله عليهم. فقال رسول الله : «اللهمّ أهد دوسا وأت بهم». انفرد به البخاري من هذا الوجه ثم قال حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة حدثنا إسماعيل عن قيس عن أبى هريرة قال لما قدمت على النبي قلت في الطريق:

يا ليلة من طولها وعنائها … على أنها من دارة الكفر نجت

وأبق لي غلام في الطريق،

فلما قدمت على النبي وبايعته فبينا أنا عنده إذ طلع الغلام فقال لي النبي : يا أبا هريرة هذا غلامك فقلت هو حر لوجه الله ﷿ فأعتقته انفرد به البخاري من حديث إسماعيل بن أبى خالد عن قيس بن أبى حازم وهذا الّذي ذكره البخاري من قدوم الطفيل بن عمرو فقد كان قبل الهجرة ثم إن قدر قدومه بعد الهجرة فقد كان قبل الفتح لأن دوسا قدموا ومعهم أبو هريرة وكان قدوم أبى هريرة ورسول الله محاصر خيبر ثم ارتحل أبو هريرة حتى قدم على رسول الله خيبر بعد الفتح فرضخ لهم شيئا من الغنيمة وقد قدمنا ذلك كله مطولا في مواضعه.

قال البخاري .


(١) كذا في الأصلين.
(٢) أي معلق به كما يفهم من غريب النهاية.
(٣) كذا في الأصل: وفي التيمورية ابن أبى إسحاق.
(٤) في التيمورية أبو الزناد وهو الصحيح كما في الخلاصة

<<  <  ج: ص:  >  >>