للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو عم محمد بن يحيى الصولي، وكان جده صول بكر ملك جرجان وكان أصله منها، ثم تمجس ثم أسلم على يدي يزيد بن المهلب بن أبى صفرة، ولإبراهيم هذا ديوان شعر ذكره ابن خلكان واستجاد من شعره أشياء منها قوله:

ولرب نازلة يضيق بها الفتى … ذرعا وعند الله منها مخرج

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها … فرجت وكنت أظنها لا تفرج

ومنها قوله:

كنت السواد لمقلتى … فبكى عليك الناظر

من شاء بعدك فليمت … فعليك كنت أحاذر

ومن ذلك ما كتب به إلى وزير المعتصم محمد بن عبد الملك بن الزيات:

وكنت أخى بإخاء الزمان … فلما ثنى صرت حربا عوانا

وكنت أذم إليك الزمان … فأصبحت منك أذم الزمانا

وكنت أعدك للنائبات … فها أنا أطلب منك الأمانا

وله أيضا:

لا يمنعك خفض العيش في دعة … نزوع نفس إلى أهل وأوطان

تلقى بكل بلاد إن حللت بها … أهلا بأهل وأوطانا بأوطان

كانت وفاته بمنتصف شعبان من هذه السنة. بسر من رأى. والحسن بن مخلد بن الجراح خليفة إبراهيم بن شعبان. قال: ومات هاشم بن فيجور في ذي الحجة.

قلت: وفيها توفى أحمد بن سعيد الرباطي. والحارث بن أسد المحاسبي. أحد أئمة الصوفية. وحرملة ابن يحيى التجيبي صاحب الشافعيّ. وعبد الله بن معاوية الجمحيّ. ومحمد بن عمر العدني. وهارون ابن عبد الله الحماني. وهناد بن السري.

[ثم دخلت سنة أربع وأربعين ومائتين]

في صفر منها دخل الخليفة المتوكل إلى مدينة دمشق في أبهة الخلافة وكان يوما مشهودا، وكان عازما على الاقامة بها، وأمر بنقل دواوين الملك إليها، وأمر ببناء القصور بها فبنيت بطريق داريا، فأقام بها مدة، ثم إنه استوخمها ورأى أن هواءها بارد ندي وماءها ثقيل بالنسبة إلى هواء العراق ومائة، ورأى الهواء بها يتحرك من بعد الزوال في زمن الصيف، فلا يزال في اشتداد وغبار إلى قريب من ثلث الليل، ورأى كثرة البراغيث بها، ودخل عليه فصل الشتاء فرأى من كثرة الأمطار والثلوج أمرا عجيبا، وغلت الأسعار وهو بها لكثرة الخلق الذين معه، وانقطعت الأجلاب بسبب كثرة الأمطار والثلوج، فضجر منها ثم جهز بغا إلى بلاد الروم، ثم رجع من آخر السنة إلى سامرا بعد ما أقام بدمشق شهرين وعشرة أيام، ففرح به أهل بغداد فرحا شديدا. وفيها أتى المتوكل بالحربة

<<  <  ج: ص:  >  >>