معروف، فإن فعلن ذلك فليس لكم عليهنّ سبيل ولهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف، فإن ضربتم فاضربوا ضربا غير مبرح. ولا يحل لامرئ من مال أخيه إلا ما طابت به نفسه، أيها الناس انى قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لم تضلوا كتاب الله فاعملوا به، أيها الناس أي يوم هذا؟ قالوا: يوم حرام قال: فأى بلد هذا؟ قالوا: بلد حرام. قال: أي شهر هذا؟ قالوا: شهر حرام. قال: فإن الله حرم دماءكم وأموالكم وأعراضكم كحرمة هذا اليوم في هذا البلد وهذا الشهر، ألا ليبلغ شاهدكم غائبكم، لا نبي بعدي ولا أمة بعدكم ثم رفع يديه فقال: اللهمّ اشهد.
[ذكر إيراد حديث فيه أن رسول الله ﷺ كان يزور البيت في كل ليلة من ليالي منى]
قال البخاري يذكر عن أبى حسان عن ابن عباس: أن رسول الله ﷺ كان يزور البيت في أيام منى هكذا ذكره معلقا بصيغة التمريض. وقد قال الحافظ البيهقي أخبرناه أبو الحسن بن عبدان أنبأنا احمد بن عبيد الصفار ثنا العمرى أنبأنا ابن عرعرة فقال: دفع إلينا معاذ بن هشام كتابا قال سمعته من أبى ولم يقرأه قال فكان فيه عن قتادة عن أبى حسان عن ابن عباس. أن رسول الله ﷺ كان يزور البيت كل ليلة ما دام بمنى. قال وما رأيت أحدا واطأه عليه قال: البيهقي وروى الثوري في الجامع عن طاوس عن ابن عباس. أن رسول الله ﷺ: كان يفيض كل ليلة - يعنى ليالي منى - وهذا مرسل.
[فصل]
اليوم السادس من ذي الحجة. قال بعضهم يقال: له يوم الزينة لأنه يزين فيه البدن بالجلال وغيرها، واليوم السابع يقال له يوم التروية لأنهم يتروون فيه من الماء ويحملون منه ما يحتاجون اليه حال الوقوف وما بعده، واليوم الثامن يقال له يوم منى لأنهم يرحلون فيه من الأبطح الى منى، واليوم التاسع يقال له يوم عرفة لوقوفهم فيه بها، واليوم العاشر يقال له يوم النحر ويوم الأضحى ويوم الحج الأكبر، واليوم الّذي يليه يقال له يوم القر لأنهم يقرون فيه، ويقال له يوم الرءوس لأنهم يأكلون فيه رءوس الأضاحي وهو أول أيام التشريق، وثانى أيام التشريق يقال له يوم النفر الأول لجواز النفر فيه، وقيل هو اليوم الّذي يقال له يوم الرءوس، واليوم الثالث من أيام التشريق يقال له يوم النفر الآخر. قال الله تعالى: ﴿فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ﴾ الآية فلما كان يوم النفر الآخر وهو اليوم الثالث من أيام التشريق وكان يوم الثلاثاء ركب رسول الله ﷺ والمسلمون معه فنفر بهم من منى فنزل المحصب وهو واد بين مكة ومنى فصلى به العصر. كما قال البخاري حدثنا محمد بن المثنى ثنا إسحاق بن يوسف ثنا سفيان الثوري عن عبد العزيز بن رفيع.