قيل لابن الأشعث: إن أحببت أن يقتل الناس حولك كما قتلوا حول هودج عائشة يوم الجمل فأخرج الحسن معك، فأخرجه. ومن أهل الكوفة سعيد بن جبير، وعبد الرحمن بن أبى ليلى، وعبد الله بن شداد، والشعبي، وأبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود، والمعرور بن سويد، ومحمد بن سعد بن أبى وقاص، وأبو البختري، وطلحة بن مصرف، وزبيد بن الحارث الياميان، وعطاء بن السائب. قال أيوب: فما منهم صرع مع ابن الأشعث إلا رغب عن مصرعه، ولا نجا أحد منهم إلا حمد الله الّذي سلمه. ومن أعيان من قتل الحجاج عمران بن عصام الضبعي، والد أبى حجزة، كان من علماء أهل البصرة، وكان صالحا عابدا، أتى به أسيرا إلى الحجاج فقال له: اشهد على نفسك بالكفر حتى أطلقك، فقال: والله إني ما كفرت بالله منذ آمنت به، فأمر به فضربت عنقه. عبد الرحمن بن أبى ليلى، روى عن جماعة من الصحابة، ولأبيه أبى ليلى صحبة. أخذ عبد الرحمن القرآن عن على بن أبى طالب، خرج مع ابن الأشعث فأتى به الحجاج فضرب عنقه بين يديه صبرا.
[ثم دخلت سنة أربع وثمانين]
قال الواقدي: فيها افتتح عبد الله بن عبد الملك المصيصة، وفيها غزا محمد بن مروان ارمينية فقتل منهم خلقا وصرف كنائسهم وضياعهم وتسمى سنة الحريق، وفيها استعمل الحجاج على فارس محمد ابن القاسم الثقفي، وأمره بقتل الأكراد. وفيها ولى عبد الملك الإسكندرية عياض بن غنم البجينى وعزل عنها عبد الملك بن أبى الكنود الّذي كان قد وليها في العام الماضي. وفيها افتتح موسى بن نصير طائفة من بلاد المغرب من ذلك بلد أرومة، وقتل من أهلها بشرا كثيرا جدا، وأسر نحوا من خمسين ألفا.
[وفيها قتل الحجاج أيضا جماعة من أصحاب ابن الأشعث،]
[منهم: أيوب بن القرية]
وكان فصيحا بليغا واعظا، قتله صبرا بين يديه، ويقال إنه ندم على قتله. وهو أيوب بن زيد ابن قيس أبو سليمان الهلالي المعروف بابن القرية. وعبد الله بن الحارث بن نوفل. وسعد بن إياس الشيباني، وأبو غنينما الخولانيّ. له صحبة ورواية، سكن حمص وبها توفى وقد قارب المائة سنة. عبد الله ابن قتادة، وغير هؤلاء جماعة منهم من قتلهم الحجاج، ومنهم من توفى. أبو زرعة الجذامي الفلسطيني، كان ذا منزلة عند أهل الشام، فخاف منه معاوية ففهم منه ذلك أبو زرعة فقال يا أمير المؤمنين لا تهدم ركنا بنيته، ولا تحزن صاحبا سررته، ولا تشمت عدوا كبته، فكف عنه معاوية.
وفيها توفى عتبة بن منذر السلمي صحابى جليل، كان يعد في أهل الصفة. عمران بن حطان الخارجي، كان أولا من أهل السنة والجماعة فتزوج امرأة من الخوارج حسنة جميلة جدا فأحبها، وكان هو دميم الشكل، فأراد أن يردها إلى السنة فأبت فارتد معها إلى مذهبها. وقد كان من الشعراء