للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَفِي حُلَلِ الْأَثْوَابِ رَاقَتْ لِنَاظِرِي ... بِزَبْرَجِهَا مِنْ مُذْهَبٍ وَمُوَرَّدِ

وَفِي الرَّاحِ وَالرَّيْحَانِ وَالسَّمْعِ وَالْغِنَا ... وَفِي سَجْعِ تَرْجِيعِ الْحَمَامِ الْمُغَرِّدِ

وَفِي الدَّوْحِ وَالْأَنْهَارِ وَالزَّهْرِ وَالنَّدَى ... وِفِي كُلِّ بُسْتَانٍ وَقَصْرٍ مُشَيَّدِ

وَفِي الرَّوْضَةِ الْفَيْحَاءِ تَحْتَ سَمَائِهَا ... يُضَاحِكُ نُورَ الشَّمْسِ نُوَّارُهَا النَّدِي

وَفِي صَفْوِ رَقْرَاقِ الغدير إذا حكى ... وقد جعدته الرِّيحُ صَفْحَةَ مَبْرَدِ

وَفِي اللَّهْوِ وَالْأَفْرَاحِ وَالْغَفْلَةِ الَّتِي ... تُمَكِّنُ أَهْلَ الْفَرْقِ مِنْ كُلِّ مَقْصِدِ

وعند انتشار الشُّرْبِ فِي كُلِّ مَجْلِسٍ ... بَهِيجٍ بِأَنْوَاعِ الثِّمَارِ الْمُنَضَّدِ

وَعِنْدَ اجْتِمَاعِ النَّاسِ فِي كُلِّ جُمْعَةٍ ... وَعِيدٍ وَإِظْهَارِ الرِّيَاشِ الْمُجَدَّدِ

وَفِي لَمَعَانِ الْمَشْرَفِيَّاتِ بالوغى ... وفي ميل أعطاف القنا المتأود

المظاهر العلوية

وِفِي الْأَعْوَجِيَّاتِ الْعِتَاقِ إِذَا انْبَرَتْ ... تُسَابِقُ وَفْدَ الريح في كل مطرد

وفي الشمس تحكي وَهْيَ فِي بُرْجِ نُورِهَا ... لَدَى الْأُفُقِ الشَّرْقِيِّ مِرْآةَ عَسْجَدِ

وَفِي الْبَدْرِ بَدْرِ الْأُفْقِ لَيْلَةَ تِمِّهِ ... جَلَتْهُ سَمَاءٌ مِثْلُ صَرْحٍ مُمَرَّدِ

وَفِي أَنْجُمٍ زَانَتْ دُجَاهَا كَأَنَّهَا ... نِثَارُ لَآلٍ فِي بِسَاطِ زَبَرْجَدِ

وَفِي الْغَيْثِ رَوَّى الْأَرْضَ بَعْدَ هُمُودِهَا ... قُبَالَ نَدَاهُ مُتْهِمٌ بَعْدَ مُنْجِدِ

وَفِي البرق يبدو مُوهِنًا فِي سَحَابِهِ ... كَبَاسِمِ ثَغْرٍ أَوْ حُسَامٍ مجرد

وفي حسن تنميق الخطاب وسرعة الجواب ... وفي الخط الأنيق المجود

ثم قال: المظاهر المعنوية

وَفِي رِقَّةِ الْأَشْعَارِ رَاقَتْ لِسَامِعٍ ... بَدَائِعُهَا مِنْ مُقْصَرٍ وَمُقَصَّدِ

وَفِي عَوْدِ عِيدِ الْوَصْلِ مِنْ بَعْدِ جَفْوَةٍ ... وَفِي أَمْنِ أَحْشَاءِ الطَّرِيدِ الْمُشَرَّدِ

وَفِي رَحْمَةِ الْمَعْشُوقِ شَكْوَى مُحِبِّهِ ... وَفِي رِقَّةِ الْأَلْفَاظِ عِنْدَ التَّوَدُّدِ

وَفِي أَرْيَحِيَّاتِ الْكَرِيمِ إِلَى النَّدَى ... وَفِي عَاطِفَاتِ الْعَفْوِ مِنْ كُلِّ سَيِّدِ

وَحَالَةِ بَسْطِ الْعَارِفِينَ وَأُنْسِهِمْ ... وَتَحْرِيكِهِمْ عِنْدَ السَّمَاعِ الْمُقَيَّدِ

وَفِي لُطْفِ آيَاتِ الْكِتَابِ الَّتِي بِهَا ... تنسم روح الوعد بعد التوعد

ثم قال: المظاهر الجلالية

كَذَلِكَ أَوْصَافُ الْجَلَالِ مَظَاهِرٌ ... أُشَاهِدُهُ فِيهَا بِغَيْرِ تردد

ففي سطوة الْقَاضِي الْجَلِيلِ وَسَمْتِهِ ... وَفِي سَطْوَةِ الْمَلِكِ الشَّدِيدِ الممرد

<<  <  ج: ص:  >  >>