ابن مسعود. قال: جاء ابن النواحة وابن أثال رسولين لمسيلمة الكذاب الى رسول الله ﷺ. فقال لهما:«أتشهدان أنى رسول الله» فقالا نشهد أن مسيلمة رسول الله، فقال رسول الله ﷺ«آمنت بالله ورسله، ولو كنت قاتلا رسولا لقتلتكما» قال عبد الله بن مسعود فمضت السنة بأن الرسل لا تقتل. قال عبد الله: فاما ابن أنال فقد كفاه الله، وأما ابن النواحة فلم يزل في نفسي منه حتى أمكن الله منه. قال الحافظ البيهقي أما اسامة بن أثال فأنه أسلم وقد مضى الحديث في إسلامه. وأما ابن النواحة فأخبرنا أبو زكريا بن أبى إسحاق المزني انبأنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب ثنا جعفر بن عون أنبأنا إسماعيل بن أبى خالد عن قيس بن أبى حازم. قال: جاء رجل الى عبد الله بن مسعود فقال إني مررت ببعض مساجد بنى حنيفة وهم يقرءون قراءة ما أنزلها الله على محمد ﷺ، والطاحنات طحنا، والعاجنات عجنا، والخابزات خبزا، والثاردات ثردا، واللاقمات لقما. قال فأرسل اليهم عبد الله فأتى بهم وهم سبعون رجلا ورأسهم عبد الله بن النواحة، قال فأمر به عبد الله فقتل ثم قال ما كنا بمحرزين الشيطان من هؤلاء ولكن نحوزهم الى الشام لعل الله أن يكفيناهم. وقال الواقدي كان وفد بنى حنيفة بضعة عشر رجلا عليهم سلمى بن حنظلة وفيهم الرحال ابن عنفوة وطلق بن على وعلى بن سنان ومسيلمة بن حبيب الكذاب، فأنزلوا في دار مسلمة بنت الحارث وأجريت على الضيافة فكانوا يؤتون بغداء وعشاء مرة خبزا ولحما، ومرة خبزا ولبنا، ومرة خبزا، ومرة خبزا وسمنا، ومرة تمرا ينزلهم. فلما قدموا المسجد أسلموا وقد خلفوا مسيلمة في رجالهم، ولما أرادوا الانصراف أعطاهم جوائزهم خمس أواق من فضة،
وأمر لمسيلمة بمثل ما أعطاهم، لما ذكروا أنه في رحالهم فقال «أما إنه ليس بشركم مكانا» فلما رجعوا اليه أخبروه بما قال عنه فقال إنما قال ذلك لأنه عرف أن الأمر لي من بعده وبهذه الكلمة تشبث قبحه الله حتى ادعى النبوة. قال الواقدي وقد كان رسول الله ﷺ بعث معهم بأداوة فيها فضل طهوره وأمرهم أن يهدموا بيعتهم وينضحوا هذا الماء مكانه ويتخذوه مسجدا ففعلوا وسيأتي ذكر مقتل الأسود العنسيّ في آخر حياة رسول الله ﷺ، ومقتل مسيلمة الكذاب في أيام الصديق، وما كان من أمر بنى حنيفة إن شاء الله تعالى.
[وفد أهل نجران]
قال البخاري: حدثنا عباس بن الحسين ثنا يحيى بن آدم عن إسرائيل عن أبى إسحاق عن صلة بن زفر عن حذيفة. قال: جاء العاقب والسيد صاحبا نجران الى رسول الله ﷺ يريدان أن يلاعناه، قال فقال أحدهما لصاحبه لا تفعل فو الله لئن كان نبيا فلا عناه لا نفلح نحن ولا عقبنا من