يوم الخندق رجلا من اليهود جاء فجعل يطوف بالحصن التي هي فيه وهو فارع حصن حسان فقالت لحسان: انزل فأقتله، فأبى، فنزلت إليه فقتلته ثم قالت: انزل فاسلبه فلولا أنه رجل لاستلبته. فقال:
لا حاجة لي فيه. وكانت أول امرأة قتلت رجلا من المشركين. وقد اختلف في إسلام من عداها من عمات النبي ﷺ فقيل: أسلمت أروى وعاتكة. قال ابن الأثير وشيخنا أبو عبد الله الذهبي الحافظ: والصحيح أنه لم يسلم منهن غيرها. وقد تزوجت أولا بالحارث بن حرب بن أمية. ثم خلف عليها العوام بن خويلد فولدت له الزبير وعبد الكعبة. وقيل تزوج بها العوام بكرا، والصحيح الأول توفيت بالمدينة سنة عشرين عن ثلاث وسبعين سنة. ودفنت بالبقيع ﵂ وقد ذكر ابن إسحاق من توفى غيرها.
[عويم بن ساعدة الأنصاري]
شهد العقبتين والمشاهد كلها وهو أول من استنجى بالماء، وفيه نزل قوله تعالى ﴿فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾ وله روايات توفى هذه السنة بالمدينة * بشر بن عمرو بن حنش يلقب بالجارود، أسلم في السنة العاشرة، وكان شريفا مطاعا في عبد القيس، وهو الّذي شهد على قدامة بن مظعون أنه شرب الخمر، فعزله عمر عن اليمن وحده قتل الجارود شهيدا * أبو خراشة خويلد بن مرة الهذلي، كان شاعرا مجيدا مخضر ما أدرك الجاهلية والإسلام وكان إذا جرى سبق الخيل. نهشته حية فمات بالمدينة.
[ثم دخلت سنة إحدى وعشرين]
[ففيها كانت وقعة نهاوند وفتحها على المشهور]
وهي وقعة عظيمة جدا لها شأن رفيع ونبأ عجيب، وكان المسلمون يسمونها فتح الفتوح
قال ابن إسحاق والواقدي: كانت وقعة نهاوند في سنة إحدى وعشرين. وقال سيف: كانت في سنة سبع عشرة. وقيل في سنة تسع عشرة والله أعلم. وإنما ساق أبو جعفر بن جرير قصتها في هذه السنة فتبعناه في ذلك وجمعنا كلام هؤلاء الأئمة في هذا الشأن سياقا واحدا، حتى دخل سياق بعضهم في بعض. قال سيف وغيره: وكان الّذي هاج هذه الوقعة أن المسلمين لما افتتحوا الأهواز ومنعوا جيش العلاء من أيديهم واستولوا على دار الملك القديم من إصطخر مع ما حازوا من دار مملكتهم حديثا، وهي المدائن، وأخذ تلك المدائن والأقاليم والكور والبلدان الكثيرة، فحموا عند ذلك واستجاشهم يزدجرد الّذي تقهقر من بلد إلى بلد حتى صار إلى أصبهان مبعدا طريدا، لكنه في أسرة من قومه وأهله وماله، وكتب إلى ناحية نهاوند وما والاها من الجبال والبلدان، فتجمعوا وتراسلوا حتى كمل لهم من الجنود ما لم يجتمع لهم قبل ذلك، فبعث سعد إلى عمر يعلمه بذلك، وثار أهل الكوفة على سعد في غضون هذا الحال. فشكوه في كل شيء حتى قالوا: لا يحسن يصلى. وكان الّذي نهض