للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعبد الصمد عن حماد بن سلمة عن على بن يزيد: حدثني من سمع أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله يقول: لينعقن (وقال عبد الصمد في روايته ليزعقن) جبار من جبابرة بنى أمية على منبري هذا، زاد عبد الصمد حتى يسيل رعافه، قال: فحدثني من رأى عمرو بن سعيد بن العاص:

يرعف على منبر النبي حتى سال رعافه، قلت: على بن يزيد بن جدعان في روايته غرابة ونكارة وفيه تشيع، وعمرو بن سعيد هذا، يقال له: الأشدق، كان من سادات المسلمين وأشرافهم، [في الدنيا لا في الدين] (١) وروى عن جماعة من الصحابة، منهم في صحيح مسلّم عن عثمان في فصل الطهور، وكان نائبا على المدينة لمعاوية ولابنه يزيد بعده، ثم استفحل أمره حتى كان يصاول عبد الملك بن مروان، ثم خدعه عبد الملك حتى ظفر به فقتله في سنة تسع وستين، أو سنة سبعين، فالله أعلم * وقد روى عنه من المكارم أشياء كثيرة من أحسنها أنه لما حضرته الوفاة قال لبنيه، وكانوا ثلاثة، عمر وهذا، وأمية، وموسى، فقال لهم: من يتحمل ما على؟ فبدر ابنه عمرو هذا وقال: أنا يا أبة، وما عليك؟ قال: ثلاثون ألف دينار، قال: نعم، قال وأخواتك لا تزوجهن إلا بالأكفاء ولو أكلن خبز الشعير، قال: نعم، قال: وأصحابى من بعدي، إن فقدوا وجهي فلا يفقدوا معروفى، قال: نعم، قال: أما لئن، قلت ذلك، فلقد كنت أعرفه من حماليق وجهك وأنت في مهدك * وقد ذكر البيهقي من طريق عبد الله بن صالح - كاتب الليث - عن حرملة بن عمران عن أبيه عن يزيد بن أبى حبيب أنه سمعه يحدث عن محمد بن يزيد بن أبى زياد الثقفي، قال: اصطحب قيس ابن حرشة وكعب حتى إذا بلغا صفين، وقف كعب الأحبار فذكر كلامه فيما يقع هناك من سفك دماء المسلمين، وأنه يجد ذلك في التوراة،

وذكر عن قيس بن حرشة أنه بايع رسول الله على أن يقول الحق، وقال: يا قيس بن حرشة عسى إن عذبك الدهر حتى يكبك بعدي من لا تستطيع أن تقول بالحق معهم، فقال: والله لا أبايعك على شيء إلا وفيت لك به، فقال له رسول الله : إذا لا يضرك بشر، فبلغ قيس إلى أيام عبيد الله بن زياد بن أبى سفيان، فنقم عليه عبيد الله في شيء فأحضره فقال: أنت الّذي زعم أنه لا يضرك بشر؟ قال: نعم، قال: لتعلمن اليوم أنك قد كذبت، ائتوني بصاحب العذاب، قال: فمال قيس عند ذلك فمات.

[معجزة أخرى]

روى البيهقي من طريق الدراوَرْديّ عن ثور بن يزيد عن موسى بن ميسرة: أن بعض بنى عبد الله سايره في بعض طريق مكة،

قال: حدثني العباس بن عبد المطلب أنه بعث ابنه عبد الله إلى رسول الله في حاجة، فوجد عنده رجلا فرجع ولم يكلمه من أجل مكان الرجل، فلقى العباس رسول


(١) من التيمورية.

<<  <  ج: ص:  >  >>