فإذا وثب عليه اختلفوا فيما بينهم فذكر اختلافا طويلا إلى خروج السفياني * وهذا الحديث ينطبق على عبد الله المأمون الّذي دعا الناس إلى القول بخلق القرآن، ووقى الله شرها، كما سنورد ذلك في موضعه، والسفياني رجل يكون آخر الزمان منسوب إلى أبى سفيان يكون من سلالته، وسيأتي في آخر كتاب الملاحم.
[حديث آخر]
قال الامام أحمد: حدثنا هاشم، ثنا ليث عن معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه سمعت أبا ثعلبة الخشنيّ صاحب رسول الله ﷺ أنه سمعه يقول وهو بالفسطاط في خلافة معاوية وكان معاوية اغزى الناس القسطنطينية فقال: والله لا تعجز هذه الأمة من نصف يوم إذا رأيت الشام مائدة رجل واحد وأهل بيته فعند ذلك فتح القسطنطينية * هكذا رواه أحمد موقوفا على أبى ثعلبة،
وقد أخرجه أبو داود في سننه من حديث ابن وهب عن معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه عن أبى ثعلبة قال: قال رسول الله ﷺ: لن يعجز الله هذه الأمة من نصف يوم * تفرد به أبو داود ثم
قال أبو داود: ثنا عمرو بن عثمان، ثنا أبو المغيرة حدثني صفوان عن سريج بن عبيد عن سعد بن أبى وقاص عن النبي ﷺ أنه قال: إني لأرجو أن لا يعجز أمتى عند ربها أن يؤخرهم نصف يوم، قيل لسعد: وكم نصف يوم؟ قال: خمسمائة سنة * تفرد به أبو داود وإسناده جيد، وهذا من دلائل النبوة، فان هذا يقتضي وقوع تأخير الأمة نصف يوم وهو خمسمائة سنة كما فسره الصحابي، وهو مأخوذ من قوله تعالى: ﴿وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمّا تَعُدُّونَ﴾ ثم هذا الاخبار بوقوع هذه المدة لا ينفى وقوع ما زاد عليها، فأما ما يذكره كثير من الناس من أنه ﵇ لا يؤلف في قبره، بمعنى لا يمضى عليه ألف سنة من يوم مات الى حين تقام الساعة، فإنه حديث لا أصل له في شيء من كتب الإسلام والله أعلم *
[حديث آخر]
فيه الأخبار عن ظهور النار التي كانت بأرض الحجاز حتى أضاءت لها أعناق الإبل ببصرى، وقد وقع هذا في سنة أربع وخمسين وستمائة.
قال البخاري في صحيحه: ثنا أبو اليمان، ثنا شعيب عن الزهري قال: قال سعيد بن المسيب:
أخبرنى أبو هريرة أن رسول الله ﷺ قال:«لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء لها أعناق الإبل ببصرى» تفرد به البخاري، وقد ذكر أهل التاريخ وغيرهم من الناس، وتواتر وقوع هذا في سنة أربع وخمسين وستمائة، قال الشيخ الامام الحافظ شيخ الحديث وإمام المؤرخين في زمانه، شهاب الدين عبد الرحمن بن إسماعيل الملقب بأبي شامة في تاريخه: إنها ظهرت يوم الجمعة في