نقشها. [وقال الماوردي في كتاب الأحكام السلطانية: اختلف في أول من ضربها بالعربية في الإسلام فقال سعيد بن المسيب: أول من ضرب الدراهم المنقوشة عبد الملك بن مروان، وكانت الدنانير والدراهم رومية وكسروية، قال أبو الزناد: وكان نقشه لها في سنة أربع وسبعين، وقال المدائني: خمس وسبعين، وضربت في الآفاق سنة ستة وسبعين، وذكر أنه ضرب على الجانب الواحد منها الله أحد، وعلى الوجه الآخر ﴿اللهُ الصَّمَدُ،﴾ قال: وحكى يحيى بن النعمان الغفاريّ عن أبيه أن أول من ضرب الدراهم مصعب بن الزبير عن أمر أخيه عبد الله بن الزبير، سنة سبعين على ضرب الأكاسرة، عليها الملك من جانب، والله من جانب، ثم غيرها الحجاج وكتب اسمه عليها من جانب، ثم خلصها بعده يوسف بن هبيرة في أيام يزيد بن عبد الملك، ثم خلصها أجود منها خالد بن عبد الله القسري في أيام هشام، ثم يوسف بن عمر أجود منهم كلهم، ولذلك كان المنصور لا يقبل منها إلا الهبيرية والخالدية واليوسفية وذكر أنه قد كان للناس نقود مختلفة منها الدراهم البعلية، وكان الدرهم منها ثمانية دوانق، والطبرية وكان الدرهم منها أربعة دوانيق، واليمنى دانق، فجمع عمر بن الخطاب بين البعلي والطبري ثم أخذ بنصفها فجعل الدرهم الشرعي وهو نصف مثقال وخمس مثقال، وذكروا أن المثقال لم يغيروا وزنه في جاهلية ولا إسلام، وفي هذا نظر والله أعلم](١).
وفيها ولد مروان بن محمد بن مروان بن الحكم وهو مروان الحمار آخر من تولى الخلافة من بنى أمية، ومنه أخذها بنو العباس. وفيها حج بالناس أبان بن عثمان بن عفان نائب المدينة، وعلى إمرة العراق الحجاج وعلى خراسان أمية بن عبد الله والله أعلم.
[[وممن توفي فيها من الأعيان]
[أبو عثمان النهدي القضاعي]
اسمه عبد الرحمن بن مل أسلم على عهد النبي ﷺ وغزا جلولاء والقادسية وتستر، ونهاوند، وأذربيجان وغيرهما، وكان كثير العبادة زاهدا عالما يصوم النهار ويقوم الليل، توفى وعمره مائة وثلاثين سنة بالكوفة.
[صلة بن أشيم العدوي]
من كبار التابعين من أهل البصرة، وكان ذا فضل وورع وعبادة وزهد، كنيته أبو الصهباء، كان يصلى حتى ما يستطيع أن يأتى الفراش إلا حبوا، وله مناقب كثيرة جدا، منها أنه كان يمر عليه شباب يلهون ويلعبون فيقول: أخبرونى عن قوم أرادوا سفرا فحادوا في النهار عن الطريق وناموا الليل فمتى يقطعون سفرهم؟ فقال لهم يوما هذه المقالة، فقال شاب منهم: والله يا قوم إنه ما يعنى بهذا غيرنا، نحن بالنهار نلهو، وبالليل ننام. ثم تبع صلة فلم يزل يتعبد معه حتى مات. ومر عليه فتى يجرثوبه فهم أصحابه أن يأخذوه بألسنتهم فقال: دعوني أكفكم أمره، ثم دعاه فقال: يا ابن أخى لي إليك حاجة،