سوق المدينة وهو يقول: اللهمّ لا تدركني سنة الستين، ويحكم تمسكوا بصدغى معاوية، اللهمّ لا تدركني إمارة الصبيان، قال البيهقي: وعلى وأبو هريرة إنما يقولان: هذا الشيء سمعناه من رسول الله ﷺ *
وقال يعقوب بن سفيان: أنا عبد الرحمن بن عمرو الحزامي، ثنا محمد بن سليمان عن أبى تميم البعلبكي عن هشام بن الغار عن ابن مكحول عن أبى ثعلبة الخشنيّ عن أبى عبيدة بن الجراح قال:
قال رسول الله ﷺ: لا يزال هذا الأمر معتدلا قائما بالقسط حتى يثلمه رجل من بنى أمية *
وروى البيهقي من طريق عوف الأعرابي عن أبى خلدة عن أبى العالية عن أبى ذرّ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: إن أول من يبدل سنتي رجل من بنى أمية، وهذا منقطع بين أبى العالية وأبى ذر وقد رجحه البيهقي بحديث أبى عبيدة المتقدم، قال: ويشبه أن يكون هذا الرجل هو يزيد بن معاوية ابن أبى سفيان، والله أعلم * قلت: الناس في يزيد بن معاوية أقسام فمنهم من يحبه ويتولاه، وهم طائفة من أهل الشام، من النواصب، وأما الروافض فيشنعون عليه ويفترون عليه أشياء كثيرة ليست فيه ويتهمه كثير منهم بالزندقة، ولم يكن كذلك، وطائفة أخرى لا يحبونه ولا يسبونه لما يعلمون من أنه لم يكن زنديقا كما تقوله الرافضة، ولما وقع في زمانه من الحوادث الفظيعة، والأمور المستنكرة البشعة الشنيعة، فمن أنكرها قتل الحسين بن على بكربلاء، ولكن لم يكن ذلك من علم منه، ولعله لم يرض به ولم يسؤه، وذلك من الأمور المنكرة جدا، ووقعة الحرة كانت من الأمور القبيحة بالمدينة النبويّة على ما سنورده إذا انتهينا إليه في التاريخ إن شاء الله تعالى.
[الاخبار بمقتل الحسين بن على ﵄]
وقد ورد في الحديث بمقتل الحسين فقال الامام أحمد: حدثنا عبد الصمد بن حسان، ثنا عمارة - يعنى ابن زاذان - عن ثابت عن أنس قال: استأذن ملك المطر أن يأتى النبي ﷺ، فأذن له، فقال لأم سلمة: احفظى علينا الباب لا يدخل علينا أحد، فجاء الحسين بن على، فوثب حتى دخل، فجعل يصعد على منكب النبي ﷺ، فقال له الملك: أتحبه؟ فقال النبي ﷺ: نعم، قال: فأن أمتك تقتله، وإن شئت أريتك المكان الّذي يقتل فيه، قال: فضرب بيده فأراه ترابا أحمر، فأخذت أم سلمة ذلك التراب فصرته في طرف ثوبها، قال: فكنا نسمع يقتل بكربلاء * ورواه البيهقي من حديث بشر بن موسى عن عبد الصمد عن عمارة، فذكره، ثم قال: وكذلك رواه سفيان بن فروخ عن عمارة، وعمارة بن زاذان هذا هو الصيدلاني أبو سلمة البصري اختلفوا فيه، وقد قال فيه أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به ليس بالمتين، وضعفه أحمد مرة ووثقه أخرى، وحديثه هذا قد روى عن غيره من وجه آخر، فرواه الحافظ البيهقي من طريق عمارة بن عرفة عن محمد بن إبراهيم عن أبى سلمة عن عائشة ﵂ نحو هذا *
وقد قال البيهقي: أنا الحاكم في آخرين، قالوا: أنا الأصم، أنا عباس