الدوري، ثنا محمد بن خالد بن مخلد، ثنا موسى بن يعقوب عن هاشم بن هاشم عن عتبة بن أبى وقاص عن عبد الله بن وهب بن زمعة، أخبرتنى أم سلمة أن رسول الله ﷺ اضطجع ذات يوم فاستيقظ وهو حائر، ثم اضطجع فرقد، ثم استيقظ وهو حائر دون ما رأيت منه في المرة الأولى، ثم اضطجع واستيقظ وفي يده تربة حمراء وهو يقلبها، فقلت: ما هذه التربة يا رسول الله؟ فقال: أخبرنى جبريل أن هذا مقتل بأرض العراق للحسين، قلت له: يا جبريل أرنى تربة الأرض التي يقتل بها، فهذه تربتها * ثم قال البيهقي: تابعه أبو موسى الجهنيّ عن صالح بن يزيد النخعي عن أم سلمة، وأبان عن شهر بن حوشب عن أم سلمة *
وقال الحافظ أبو بكر البزار في مسندة: ثنا إبراهيم بن يوسف الصيرفي، ثنا الحسين بن عيسى، ثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان الحسين جالسا في حجر النبي ﷺ فقال جبريل: أتحبه؟ فقال: وكيف لا أحبه وهو ثمرة فؤادي؟ فقال: أما إن أمتك ستقتله، ألا أريك من موضع قبره؟ فقبض قبضة فإذا تربة حمراء * ثم قال البزار: لا نعلمه يروى إلا بهذا الإسناد، والحسين بن عيسى قد حدث عن الحكم بن أبان بأحاديث لا نعلمها عند غيره.
قلت: هو الحسين بن عيسى بن مسلّم الحنفي أبو عبد الرحمن الكوفي أخو سليم القاري، قال البخاري:
مجهول - يعنى مجهول الحال - وإلا فقد روى عنه سبعة نفر، وقال أبو زرعة: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بالقوى، روى عن الحكم بن أبان أحاديث منكرة، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن عدي: قليل الحديث، وعامة حديثه غرائب، وفي بعض أحاديثه المنكرات *
وروى البيهقي عن الحكم وغيره عن أبى الأحوص عن محمد بن الهيثم القاضي: ثنا محمد بن مصعب، ثنا الأوزاعي عن أبى عمار شداد بن عبد الله عن أم الفضل بنت الحارث أنها دخلت على رسول الله ﷺ فقالت: يا رسول الله إني رأيت حلما منكرا الليلة، قال: وما هو؟ قالت: رأيت كأن قطعة من جسدك قطعت ووضعت في حجري، قال: رأيت خيرا، تلك فاطمة إن شاء الله تلد غلاما فيكون في حجرك، فولدت فاطمة الحسين، فكان في حجري كما قال رسول الله ﷺ، فوضعته في حجره ثم حانت منى التفاتة فإذا عينا رسول الله ﷺ تهريقان الدموع، قالت: قلت يا نبي الله بأبي أنت وأمى، مالك؟ قال: أتانى جبريل ﵇ فأخبرني أن أمتى ستقتل ابني هذا، فقلت:
هذا؟ قال: نعم، وأتانى بتربة من تربته حمراء *
وقد روى الإمام أحمد عن عفان عن وهيب عن أيوب عن صالح أبى الخليل عن عبد الله بن الحارث عن أم الفضل قالت: أتيت رسول الله ﷺ فقلت: إني رأيت في منامي أن في بيتي أو حجري عضوا من أعضائك، قال: تلد فاطمة إن شاء الله غلاما فتكفلينه، فولدت له فاطمة حسينا، فدفعته إليها فأرضعته بلبن قثم، فأتيت به رسول الله ﷺ يوما أزوره، فأخذه فوضعه على صدره فبال فأصاب البول إزاره، فزخخت بيدي على كتفيه،