للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلا تبكى على بكر ولكن … على بدر تقاصرت الجدود

على بدر سراة بنى هصيص … ومخزوم ورهط أبى الوليد

وبكّى إن بكيت أبا عقيل … وبكى حارثا أسد الأسود

وبكيهم ولا تسمى جميعا … وما لأبي حكيمة من نديد

ألا قد ساد بعدهم رجال … ولولا يوم بدر لم يسودوا

[فصل في بعث قريش إلى رسول الله فداء اسراهم]

قال ابن إسحاق: وكان في الأسارى أبو وادعة بن ضبيرة السهمي. فقال رسول الله : «إن له بمكة ابنا كيسا تاجرا ذا مال وكأنكم به قد جاء في طلب فداء أبيه» فلما قالت قريش لا تعجلوا بفداء أسراكم لا يأرب عليكم محمد وأصحابه، قال المطلب بن أبى وداعة وهو الّذي كان رسول الله عنى صدقتم لا تعجلوا، وانسل من الليل وقدم المدينة فاخذ أباه بأربعة آلاف درهم فانطلق به.

قلت: وكان هذا أول أسير فدى ثم بعثت قريش في فداء أسراهم فقدم مكرز بن حفص بن الاخيف في فداء سهيل بن عمرو، وكان الّذي أسره مالك بن الدخشم أخو بنى سالم بن عوف فقال في ذلك:

أسرت سهيلا فلا ابتغى … أسيرا به من جميع الأمم

وخندف تعلم أنّ الفتى … فتاها سهيل إذا يظلم

ضربت بذي الشفر حتى انثنى … وأكرهت نفسي على ذي العلم

قال ابن إسحاق: وكان سهيل رجلا أعلم من شفته السفلى.

قال ابن إسحاق وحدثني محمد بن عمرو بن عطاء أخو بنى عامر بن لؤيّ أن عمر بن الخطاب قال لرسول الله : دعني أنزع ثنية سهيل بن عمرو يدلع لسانه فلا يقوم عليك خطيبا في موطن أبدا؟ فقال رسول الله «لا أمثل به فيمثل الله بى وإن كنت نبيا».

قلت: هذا حديث مرسل بل معضل

قال ابن إسحاق: وقد بلغني أن رسول الله قال لعمر في هذا: «إنه عسى أن يقوم مقاما لا تذمه» قلت: وهذا هو المقام الّذي قامه سهيل بمكة حين مات رسول الله وارتد من ارتد من العرب، ونجم النفاق بالمدينة وغيرها. فقام بمكة فخطب الناس وثبتهم على الدين الحنيف كما سيأتي في موضعه.

قال ابن إسحاق: فلما قاولهم فيه مكرز وانتهى إلى رضائهم قالوا هات الّذي لنا قال اجعلوا رجلي مكان رجله وخلوا سبيله حتى يبعث إليكم بفدائه فخلوا سبيل سهيل وحبسوا مكرزا عندهم. وأنشد له ابن إسحاق في ذلك شعرا أنكره ابن هشام فالله أعلم. قال ابن إسحاق: وحدثني عبد الله بن أبى

<<  <  ج: ص:  >  >>