قالت عائشة: كان رسول الله ﷺ يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وكان لا تشاء تراه من الليل قائما الا رأيته، ولا تشاء تراه نائما الا رأيته، قالت: وما زاد رسول الله ﷺ في رمضان وفي غيره على احدى عشرة ركعة، يصلّى أربعا، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلّى أربعا، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يوتر بثلاث. قالت: وكان رسول الله ﷺ يقرأ السورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها، قالت: ولقد كان يقوم حتى أرثى له من شدة قيامه * وذكر ابن مسعود أنه صلّى معه ليلة فقرأ في الركعة الأولى بالبقرة والنساء وآل عمران ثم ركع قريبا من ذلك، ورفع نحوه وسجد نحوه * وعن أبى ذر: أن رسول الله ﷺ قام ليلة حتى أصبح يقرأ هذه الآية: «إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» رواه أحمد * وكل هذا في الصحيحين وغيرهما من الصحاح، وموضع بسط هذه الأشياء في كتاب الأحكام الكبير *
وقد ثبت في الصحيحين من حديث سفيان بن عيينة عن زياد بن علاقة عن المغيرة بن شعبة: أن رسول الله ﷺ قام حتى تفطرت قدماه، فقيل له: أليس قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال:
أفلا أكون عبدا شكورا *
وتقدم في حديث سلام بن سليمان عن ثابت عن أنس بن مالك أن رسول الله ﷺ قال: حبب إلى الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة * رواه أحمد والنسائي * وقال الامام أحمد: ثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة، أخبرنى على بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس أن جبريل قال لرسول الله ﷺ:«قد حبب إليك الصلاة فخذ منها ما شئت» * وثبت في الصحيحين عن أبى الدرداء قال: خرجنا مع رسول الله ﷺ في شهر رمضان في حر شديد، وما فينا صائم إلا رسول الله ﷺ، وعبد الله ابن رواحة * وفي الصحيحين من حديث منصور عن إبراهيم عن علقمة قال: سألت عائشة هل كان رسول الله ﷺ يخص شيئا من الأيام؟ قالت: لا، كان عمله ديمة. وأيكم يستطيع ما كان رسول الله ﷺ يستطيع؟ *
وثبت في الصحيحين من حديث أنس وعبد الله بن عمرو أبى هريرة وعائشة أن رسول الله ﷺ كان يواصل ونهى أصحابه عن الوصال وقال: إني لست كأحدكم، إني أبيت عند ربى يطعمنى ويسقيني * والصحيح أن هذا الإطعام والسقيا معنويان كما ورد في الحديث الّذي
رواه ابن عاصم عن أن رسول الله ﷺ قال: لا تكرهوا مرضاكم على الطعام والشراب، فان الله يطعمهم ويسقيهم * وما أحسن ما قال بعضهم:
لها أحاديث من ذكراك يشغلها * عن الشراب ويليها عن الزاد