فوجدوا فيه حقة فيها ورقة مكتوب فيها:«هذه وصية عثمان. بسم الله الرحمن الرحيم، عثمان بن عفان يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن الجنة حق، وأن النار حق، وأن الله يبعث من في القبور، ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد، عليها يحيى وعليها يموت، وعليها يبعث إن شاء الله تعالى».
وروى ابن عساكر أن عثمان ﵁ قال يوم دخلوا عليه فقتلوه:
أرى الموت لا يبقى عزيزا ولم يدع … لعاد ملاذا في البلاد ومرتعا
وقال أيضا:
يبيّت أهل الحصن والحصن مغلق … ويأتى الجبال الموت في شماريخها العلا
[صفة قتله ﵁]
وقال خليفة بن خياط: حدثنا ابن علية ثنا ابن عوف عن الحسن قال أنبأنى رباب. قال:
بعثني عثمان فدعوت له الأشتر فقال: ما يريد الناس؟ قال: ثلاث ليس من إحداهن بد، قال:
ما هن؟ قال: يخبرونك بين أن تخلع لهم أمرهم فتقول: هذا أمركم فاختاروا من شئتم، وبين أن تقتص من نفسك، فان أبيت فان القوم قاتلوك. فقال: أما أن أخلع لهم أمرهم فما كنت لأخلع سربالا سربلنيه الله، وأما أن أقتص لهم من نفسي، فو الله لئن قتلتموني لا تحابون بعدي، ولا تصلون بعدي جميعا، ولا تقاتلون بعدي جميعا عدوا أبدا. قال: وجاء رويجل كأنه ذئب فاطلع من باب ورجع، وجاء محمد بن أبى بكر في ثلاثة عشر رجلا، فأخذ بلحيته فعال بها حتى سمعت وقع أضراسه، فقال: ما أغنى عنك معاوية، وما أغنى عنك ابن عامر، وما أغنت عنك كتبك، قال:
أرسل لحيتي يا ابن أخى، قال: فأنا رأيته استعدى رجلا من القوم بعينه - يعنى أشار إليه - فقام إليه بمشقص فوجئ به رأسه. قلت: ثم مه؟ قال: ثم تعاوروا عليه حتى قتلوه.
وقال سيف بن عمر التميمي ﵀ عن العيص بن القاسم عن رجل عن خنساء مولاة أسامة بن زيد - وكانت تكون مع نائلة بنت الفرافصة امرأة عثمان - أنها كانت في الدار ودخل محمد بن أبى بكر فأخذ بلحيته وأهوى بمشاقص معه فيجاء بها في حلقه، فقال مهلا يا ابن أخى، فو الله لقد أخذت مأخذا ما كان أبوك ليأخذ به، فتركه وانصرف مستحييا نادما، فاستقبله القوم على باب الصفة فردّهم طويلا حتى غلبوه، فدخلوا وخرج محمد راجعا. فأتاه رجل بيده جريدة يقدمهم حتى قام على عثمان فضرب بها رأسه فشجه، فقطر دمه على المصحف حتى لطخه، ثم تعاوروا عليه فأتاه رجل فضربه على الثدي بالسيف، ورتبت نائلة بنت الفرافصة الكلبية فصاحت وألقت نفسها عليه، وقالت: