ابن عمار خطيب دمشق: ثنا أيوب بن حسان ثنا الأوزاعي ثنا خالد بن دهقان قال: أول من أحدث القراءة في مسجد دمشق هشام بن إسماعيل بن المغيرة المخزومي، وأول من أحدث القراءة بفلسطين الوليد بن عبد الرحمن الجرشى. قلت: هشام بن إسماعيل كان نائبا على المدينة النبويّة، وهو الّذي ضرب سعيد بن المسيب لما امتنع من البيعة للوليد بن عبد الملك، قبل أن يموت أبوه، ثم عزله عنها الوليد وولى عليها عمر بن عبد العزيز، كما ذكرنا.
وقد حضر هذا السبع جماعات من سادات السلف من التابعين بدمشق، منهم هشام بن إسماعيل ومولاه رافع وإسماعيل بن عبد الله بن أبى المهاجر، وكان مكتبا لأولاد عبد الملك بن مروان، وقد ولى إمرة إفريقية لهشام بن عبد الملك وابنيه عبد الرحمن ومروان. وحضره من القضاة أبو إدريس الخولانيّ، ونمير بن أوس الأشعري، ويزيد بن أبى الهمدانيّ، وسالم بن عبد الله المحاربي، ومحمد ابن عبد الله بن لبيد الأسدي. ومن الفقهاء والمحدثين والحفاظ المقرءين أبو عبد الرحمن القاسم بن عبد الرحمن مولى معاوية، ومكحول، وسليمان بن موسى الأشدق، وعبد الله بن العلاء بن زبر، وأبو إدريس الأصغر عبد الرحمن بن عراك، وعبد الرحمن بن عامر اليحصبى - أخو عبد الله بن عامر - ويحيى بن الحارث الدماري، وعبد الملك بن نعمان المري، وأنس بن أنس العذري، وسليمان ابن بذيغ القاري، وسليمان بن داود الخشنيّ، وعران - أو هران - بن حكيم القرشي، ومحمد بن خالد ابن أبى ظبيان الأزدي، ويزيد بن عبيدة بن أبى المهاجر، وعباس بن دينار وغيرهم. هكذا أوردهم ابن عساكر. قال: وقد روى عن بعضهم أنه كره اجتماعهم وأنكره، ولا وجه لإنكاره. ثم ساق من طريق أبى بكر بن أبى داود: ثنا عمرو بن عثمان ثنا الوليد - هو ابن مسلم - عن عبد الله بن العلاء قال: سمعت الضحاك بن عبد الرحمن بن عروب ينكر الدراسة ويقول: ما رأيت ولا سمعت، وقد أدركت أصحاب النبي ﷺ. قال ابن عساكر: وكان الضحاك بن عبد الرحمن أميرا على دمشق في أواخر سنة ست وثمانين (١) في خلافة عمر بن عبد العزيز.
[فصل]
كان ابتداء عمارة جامع دمشق في أواخر سنة ست وثمانين، هدمت الكنيسة التي كانت موضعه في ذي القعدة منها، فلما فرغوا من الهدم شرعوا في البناء، وتكامل في عشر سنين، فكان الفراغ منه في هذه السنة - أعنى سنة ست وتسعين - وفيها توفي بإنية الوليد بن عبد الملك، وقد بقيت فيه بقايا فكملها أخوه سليمان كما ذكرنا. فأما قول يعقوب بن سفيان: سألت هشام بن عمار عن قصة مسجد