على جدث حسيب من لؤيّ … لينبوع العبادة والصلاح
فتى لم يرو إلا من حلال … ولم يك زاده إلا المباح
ولا دنست له أزر لزور … ولا علقت له راح براح
خفيف الظهر من ثقل الخطايا … وعريان الجوارح من جناح
مشوق في الأمور إلى علاها … ومدلول على باب النجاح
من القوم الذين لهم قلوب … بذكر الله عامرة النواحي
بأجسام من التقوى مراض … لنصرتها وأديان صحاح
[الحجاج بن هرمز أبو جعفر]
نائب بهاء الدولة على العراق، وكان تليده لقتال الأعراب والأكراد، وكان من المقدمين في أيام عضد الدولة، وكانت له خبرة تامة بالحرب، وحزمة شديدة، وشجاعة تامة وافرة، وهمة عالية وآراء سديدة. ولما خرج من بغداد في سنة ثنتين وسبعين وثلاثمائة كثرت بها الفتن. توفى بالأهواز عن مائة سنة وخمس سنين. ﵀.
[أبو عبد الله القمي المصري التاجر]
كان ذا مال جزيل جدا، اشتملت تركته على أزيد من ألف ألف دينار، من سائر أنواع المال.
توفى بأرض الحجاز ودفن بالمدينة النبويّة عند قبر الحسن بن على، ﵃.
أبو الحسين ابن الرفّاء المقري
تقدم ذكره وقراءته على كبير الأعراب في سنة أربع وتسعين وثلاثمائة، كان من أحسن الناس صوتا بالقرآن وأحلاهم أداء ﵀.
[ثم دخلت سنة إحدى وأربعمائة]
في يوم الجمعة الرابع من المحرم منها خطب بالموصل للحاكم العبيدي عن أمر صاحبها قرواش بن مقلد أبى منيع، وذلك لقهره رعيته، وقد سرد ابن الجوزي صفة الخطبة بحروفها. وفي آخر الخطبة صلوا على آبائه المهدي ثم ابنه القائم ثم المنصور، ثم ابنه المعز، ثم ابنه العزيز، ثم ابنه الحاكم صاحب الوقت، وبالغوا في الدعاء لهم، ولا سيما للحاكم، وكذلك تبعته أعمالها من الأنبار والمدائن وغيرها.
وكان سبب ذلك أن الحاكم ترددت مكاتباته ورسله وهداياه إلى قرواش يستميله إليه، وليقبل بوجهه عليه، حتى فعل ما فعل من الخطبة وغيرها، فلما بلغ الخبر القادر بالله العباسي كتب يعاتب قرواش على ما صنع، ونفذ بهاء الدولة إلى عميد الجيوش بمائة ألف دينار لمحاربة قرواش. فلما بلغ قرواشا رجع عن رأيه وندم على ما كان منه، وأمر بقطع الخطبة للحاكم من بلاده، وخطب للقادر على عادته.