للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخرجه الحافظ البيهقي في كتاب البعث والنشور وعبد الحق الإشبيلي في العاقبة والقرطبي في كتاب التذكرة في أحوال الآخرة وسيأتي في كتاب البعث والنشور إن شاء الله تعالى (١)

[وفادة زياد بن الحارث ]

قال الحافظ البيهقي أنبأنا أبو احمد الأسدآباذي بها أنبأنا أبو بكر بن مالك القطيعي حدثنا ابو عبد الرحمن المقرئ عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم حدثني زياد بن نعيم الحضرميّ سمعت زياد بن الحارث الصدائى يحدث. قال: أتيت رسول الله فبايعته على الإسلام فأخبرت أنه قد بعث جيشا إلى قومي فقلت يا رسول الله أردد الجيش وأنا لك بإسلام قومي وطاعتهم. فقال لي اذهب فردهم فقلت: يا رسول الله إن راحلتي قد كلت فبعث رسول الله رجلا فردهم قال الصدائى وكتبت اليهم كتابا فقدم وفدهم بإسلامهم فقال لي رسول الله : يا أخا صداء إنك لمطاع في قومك فقلت بل الله هداهم للإسلام فقال: «أفلا أؤمّرك عليهم» قلت بلى يا رسول الله قال فكتب لي كتابا أمّرنى فقلت يا رسول الله مر لي بشيء من صدقاتهم قال نعم! فكتب لي كتابا آخر قال الصدائى وكان ذلك في بعض أسفاره فنزل رسول الله منزلا فأتاه أهل ذلك المنزل يشكون عاملهم ويقولون أخذنا بشيء كان بيننا وبين قومه في الجاهلية. فقال رسول الله أو فعل ذلك؟ قالوا نعم! فالتفت رسول الله إلى أصحابه وأنا فيهم فقال لا خير في الامارة لرجل مؤمن، قال الصدائى فدخل قوله في نفسي ثم أتاه آخر فقال يا رسول الله أعطنى فقال رسول الله : «من سأل الناس عن ظهر غنى فصداع في الرأس وداء في البطن». فقال السائل: أعطنى من الصدقة فقال رسول الله إن [الله] لم يرض في الصدقات بحكم نبي ولا غيره حتى حكم هو فيها فجزأها ثمانية أجزاء فان كنت من تلك الاجزاء أعطيتك قال الصدائى: فدخل ذلك في نفسي أنى غنى وانى سألته من الصدقة، قال ثم إن رسول الله اعتشى من أول الليل فلزمته وكنت قريبا فكان أصحابه ينقطعون عنه ويستأخرون منه ولم يبق معه أحد غيري، فلما كان أوان صلاة الصبح أمرنى فأذنت فجعلت أقول أقيم يا رسول الله فجعل ينظر ناحية المشرق إلى الفجر ويقول لا حتى إذا طلع الفجر نزل فتبرز ثم انصرف إلى وهو متلاحق أصحابه فقال:

هل من ماء يا أخا صداء قلت لا إلا شيء قليل لا يكفيك فقال اجعله في إناء ثم ائتني به ففعلت فوضع كفه في الماء قال فرأيت بين إصبعين من أصابعه عينا تفور فقال رسول الله : «لولا أنى استحى من ربى ﷿ لسقينا واستقينا» ناد في أصحابى من له حاجة في الماء فناديت فيهم فاخذ من أراد منهم شيئا ثم قام رسول الله إلى الصلاة فأراد بلال أن يقيم فقال له رسول الله إن أخا صداء أذن ومن


(١) سائر ما بين الدوائر في هذا الخبر زيادة من مسند احمد من المجلد الرابع ص ١٣، ١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>