قال البخاري: ثنا محمد بن المثنى، حدثنا يحيى بن كثير أبو غسان، ثنا أبو حفص واسمه عمر بن العلاء - أخو أبى عمرو بن العلاء - قال: سمعت نافعا عن ابن عمر ﵄ قال: كان النبي ﷺ يخطب إلى جذع فلما اتخذ المنبر تحول إليه فحنّ الجذع فأتاه فمسح يده عليه * وقال عبد الحميد:
أنا عثمان بن عمر، أنا معاذ بن العلاء عن نافع بهذا * ورواه أبو عاصم عن ابن أبى رواد عن نافع عن ابن عمر عن النبي ﷺ * هكذا ذكره البخاري * وقد رواه الترمذي عن عمرو بن على الفلاس عن عثمان بن عمرو ويحيى بن كثير عن أبى غسان العنبري كلاهن معاذ بن العلاء به وقال:
حسن صحيح غريب. قال شيخنا الحافظ أبو الحجاج المزي في أطرافه: ورواه على بن نصر بن على الجهضمي وأحمد بن خالد الخلال وعبد الله بن عبد الرحمن الدارميّ في آخرين عن عثمان بن عمر عن معاذ ابن العلاء قال: وعبد الحميد هذا - يعنى الّذي ذكره البخاري - يقال. إنه عبد بن حميد والله أعلم * قال شيخنا: وقد قيل إن قول البخاري: عن أبى حفص واسمه عمرو بن العلاء، وهم، والصواب معاذ ابن العلاء كما وقع في رواية الترمذي * قلت: وليس هذا ثابتا في جميع النسخ، ولم أر في النسخ التي كتبت منها تسميته بالكلية والله أعلم. وقد روى هذا الحديث الحافظ أبو نعيم من حديث عبد الله ابن رجاء، عن عبيد الله بن عمر، ومن حديث أبى عاصم عن ابن أبى رواد كلاهما عن نافع عن ابن عمر قال: قال تميم الداريّ ألا نتخذ لك منبرا. فذكر الحديث
[طريق أخرى عن ابن عمر ﵁]
قال الامام أحمد: ثنا حسين، ثنا خلف عن أبى خباب - وهو يحيى بن أبى حية - عن أبيه عن عبد الله بن عمر قال: كان جذع نخلة في المسجد يسند رسول الله ﷺ ظهره إليه إذا كان يوم جمعة أو حدث أمر يريد أن يكلم الناس، فقالوا: ألا نجعل لك يا رسول الله شيئا كقدر قيامك؟ قال: لا عليكم أن تفعلوا، فصنعوا له منبرا ثلاث مراقى، قال: فجلس عليه، قال: فخار الجذع كما تخور البقرة جزعا على رسول الله ﷺ فالتزمه ومسحه حتى سكن * تفرد به أحمد.
الحديث السابع عن أبى سعيد الخدريّ ﵁
قال عبد بن حميد الليثي: ثنا على بن عاصم عن الجريريّ عن أبى نضرة العبديّ، حدثني أبو سعيد الخدريّ قال: كان رسول الله ﷺ يخطب يوم الجمعة إلى جذع نخلة، فقال له الناس: يا رسول الله إنه قد كثر الناس - يعنى المسلمين - وإنهم ليحبون أن يروك، فلو اتخذت منبرا تقوم عليه ليراك الناس؟ قال: نعم، من يجعل لنا هذا المنبر؟ فقام إليه رجل فقال: أنا، قال: تجعله؟