روى ابن ماجة عن أبى بكر بن أبى شيبة عن عفان عن حماد به: لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها إلى آخره.
[رواية يعلى بن مرة الثقفي، أو هي قصة أخرى]
قال الامام أحمد: ثنا أبو سلمة الخزاعي، ثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن حسين عن أبى جبيرة عن يعلى بن سيابة قال: كنت مع النبي ﷺ في مسير له فأراد أن يقضى حاجته فأمر وديتين فانضمت إحداهما إلى الأخرى، ثم أمرهما فرجعتا إلى منابتهما، وجاء بعير فضرب بجرّانه إلى الأرض ثم جرجر حتى ابتل ما حوله فقال رسول الله ﷺ: أتدرون ما يقول البعير؟ إنه يزعم أن صاحبه يريد نحره، فبعث إليه رسول الله ﷺ فقال: أواهبه أنت لي؟ فقال: يا رسول الله ما لي مال أحب إليّ منه، فقال: استوص به معروفا، فقال: لا جرم لا أكرم ما لا لي كرامته يا رسول الله، قال: وأتى على قبر يعذب صاحبه فقال: إنه يعذب في غير كبير، فأمر بجريدة فوضعت على قبره، وقال: عسى أن يخفف عنه ما دامت رطبة.
[طريق أخرى عنه]
قال الامام أحمد: ثنا عبد الرزاق، أنا معمر عن عطاء بن السائب عن عبد الله بن جعفر عن يعلى بن مرة الثقفي قال: ثلاثة أشياء رأيتهن من رسول الله ﷺ: بينا نحن نسير معه إذ مررنا ببعير يسنى عليه، فلما رآه البعير جرجر ووضع جرّانه، فوقف عليه النبي ﷺ فقال أين صاحب هذا البعير؟ فجاء، فقال: بعنيه، فقال: لا بل أهبه لك، فقال: لا بل بعنيه، قال: لا بل نهبه لك إنه لأهل بيت ما لهم معيشة غيره، قال: أما إذ ذكرت هذا من أمره فإنه شكى كثرة العمل وقلة العلف فأحسنوا إليه، قال: ثم سرنا فنزلنا منزلا فنام رسول الله ﷺ، فجاءت شجرة تشق الأرض حتى غشيته ثم رجعت إلى مكانها، فلما استيقظ ذكرت له، فقال: هي شجرة استأذنت ربها ﷿ في أن تسلّم على رسول الله ﷺ فأذن لها، قال: ثم سرنا فمررنا بماء فأتته امرأة بابن لها به جنة، فأخذ النبي ﷺ بمنخره فقال: اخرج إني محمد رسول الله، قال ثم سرنا فلما رجعنا من سفرنا مررنا بذلك الماء فأتته امرأة بجزر (١) ولبن فأمرها أن ترد الجزر وأمر أصحابه فشربوا من اللبن، فسألها عن الصبى فقالت: والّذي بعثك بالحق ما رأينا منه ريبا بعدك.
[طريق أخرى عنه]
قال الامام أحمد: ثنا عبد الله بن نمير، ثنا عثمان بن حكيم، أخبرنى عبد الرحمن بن عبد العزيز عن يعلى بن مرة قال: لقد رأيت عن رسول الله ﷺ ثلاثا ما رآها أحد قبلي، ولا يراها أحد
(١) جمع جزرة بسكون الزاى وفتحها وهي الشاة التي تصلح للذبح.