في الناس بدعتين فظيعتين إحداهما أطم من الأخرى، وهي القول بخلق القرآن، والثانية تفضيل على بن أبى طالب على الناس بعد رسول الله ﷺ. وقد أخطأ في كل منهما خطأ كبيرا فاحشا، وأثم إثما عظيما. وفيها حج بالناس عبد الله بن عبيد الله بن العباس العباسي. وفيها توفى أسد بن موسى الّذي يقال له أسد السنة. والحسن بن جعفر. وأبو عاصم النبيل واسمه الضحاك بن مخلد. وأبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الشامي الدمشقيّ. ومحمد بن يونس الفريابي شيخ البخاري.
[ثم دخلت سنة ثلاث عشرة ومائتين]
فيها ثار رجلان عبد السلام وابن جليس فخلعا المأمون واستحوذا على الديار المصرية، وتابعهما طائفة من القيسية واليمانية، فولى المأمون أخاه أبا إسحاق نيابة الشام، وولى ابنه العباس نيابة الجزيرة والثغور والعواصم، وأطلق لكل منهما ولعبد الله بن طاهر ألف ألف دينار وخمسمائة ألف دينار. فلم ير يوم أكثر إطلاقا منه، أطلق فيه لهؤلاء الأمراء الثلاثة ألف ألف دينار وخمسمائة ألف دينار. وفيها ولى السند غسان بن عباد. وحج بالناس أمير السنة الماضية. وفيها توفى عبد الله بن داود الجرينى. وعبد الله بن يزيد المقري المصري. وعبد الله بن موسى العبسيّ. وعمرو بن أبى سلمة الدمشقيّ. وحكى ابن خلكان أن بعضهم قال: وفيها توفى إبراهيم بن ماهان الموصلي النديم. وأبو العتاهية. وأبو عمرو الشيباني النحويّ في يوم واحد ببغداد، ولكنه صحح أن إبراهيم النديم توفى سنة ثمان وثمانين ومائة. قال السهيليّ: وفيها توفى عبد الملك بن هشام راوي السيرة عن ابن إسحاق.
حكاه ابن خلكان عنه، والصحيح أنه توفى سنة ثمان عشرة ومائتين كما نص عليه أبو سعيد بن يونس في تاريخ مصر
[والعكوك الشاعر]
أبو الحسن بن على بن جبلة الخراساني يلقب بالعكوك، وكان من الموالي ولد أعمى وقيل بل أصابه جدري وهو ابن سبع سنين، وكان أسود أبرص، وكان شاعرا مطبقا فصيحا بليغا، وقد أثنى عليه في شعره الجاحظ فمن بعده. قال: ما رأيت بدويا ولا حضريا أحسن إنشاء منه. فمن ذلك قوله: