أبو حامد الشرقي، مولده سنة أربعين ومائتين، وكان حافظا كبير القدر كثير الحفظ، كثير الحج. رحل إلى الأمصار وجاب الأقطار، وسمع من الكبار، نظر إليه ابن خزيمة يوما فقال: حياة أبى حامد تحول بين الناس وبين الكذب على رسول الله ﷺ.
عبد الله بن محمد بن سفيان أبو الحسن الخزاز النحويّ، حدث عن المبرد وثعلب، وكان ثقة. له مصنفات في علوم القرآن غزيرة الفوائد. محمد بن إسحاق بن يحيى أبو الطيب النحويّ، قال أبو ألوفا له مصفات مليحة في الأخبار، وقد حدث عن الحارث بن أبى المبرد وأسامة وثعلب وغيرهم - محمد ابن هارون أبو بكر العسكري الفقيه على مذهب أبى ثور، روى عن الحسن بن عرفة وعباس الدوري وعن الدار قطنى والآجري وغيرهما. والله أعلم
[ثم دخلت سنة ست وعشرين وثلاثمائة]
فيها ورد كتاب من ملك الروم إلى الراضي مكتوب بالرومية والتفسير بالعربية، فالرومى بالذهب والعربيّ بالفضة، وحاصله طلب الهدنة بينه وبينه، ووجه مع الكتاب بهدايا وألطاف كثيرة فاخرة، فأجابه الخليفة إلى ذلك، وفودى من المسلمين ستة آلاف أسير، ما بين ذكر وأنثى على نهر البدندون.
وفيها ارتحل الوزير أبو الفتح بن الفرات من بغداد إلى الشام، وترك الوزارة فوليها أبو على بن مقلة وكانت ولايته ضعيفة جدا، ليس له من الأمر شيء مع ابن رائق، وطلب من ابن رائق أن يفرغ له عن أملاكه فجعل يماطله، فكتب إلى بجكم يطمعه في بغداد، وأن يكون عوضا عن ابن رائق. وكتب ابن مقلة أيضا إلى الخليفة يطلب منه أن يسلم إليه ابن رائق وابن مقاتل، ويضمنهم بألفي دينار، فبلغ ذلك ابن رائق فأخذه فقطع يده، وقال: هذا أفسد في الأرض. ثم جعل يحسّن للراضى أن يستوزره وأن قطع يده لا يمنعه من الكتابة، وأنه يشد القلم على يده اليمنى المقطوعة فيكتب بها، ثم بلغ ابن رائق أنه قد كتب إلى بجكم بما تقدم، وأنه يدعو عليه. فأخذه فقطع لسانه وسجنه في مكان ضيق، وليس عنده من يخدمه، فكان يستقى الماء بنفسه يتناول الدلو بيده اليسرى ثم يمسكه بفيه ثم يجذب باليسرى ثم يمسك بفيه إلى أن يستقى، ولقي شدة وعناء، ومات في محبسه هذا وحيدا فدفن فيه. ثم سأل أهله نقله فدفن في داره، ثم نقل منها إلى غيرها، فاتفق له أشياء غريبة: منها أنه وزر ثلاث مرات، وعزل ثلاث مرات، وولى لثلاثة من الخلفاء، ودفن ثلاث مرات، وسافر ثلاث سفرات، ومرتين منفيا ومرة إلى الموصل كما تقدم. وفيها دخل بجكم بغداد فقلده الراضي إمرة الأمراء مكان ابن رائق، وقد كان بجكم هذا من غلمان أبى على العارض وزير ماكان بن كالى الديلميّ. فاستوهبه ما كان من الوزير فوهبه له، ثم فارق ما كان ولحق بمرداويج، وكان في جملة من قتله