أبو على الدمشقيّ، من أبناء المحدثين كان أَخْبَارِيًّا لَهُ فِي ذَلِكَ مُصَنَّفَاتٌ، وَقَدْ حَدَّثَ عن العباس بن الوليد البيروتي وغيره. توفى بِمِصْرَ فِي مُحَرَّمِ هَذِهِ السَّنَةِ. وَقَدْ أَنَافَ عَلَى الثَّمَانِينَ سَنَةً.
الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ بِشْرٍ أَبُو عَلِيٍّ الْكَوْكَبِيُّ الْكَاتِبُ، صَاحِبُ الْأَخْبَارِ وَالْآدَابِ، رَوَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ وَأَبِي العيناء وابن أبى الدنيا. روى عنه الدار قطنى وغيره.
[عثمان بن الخطاب]
ابن عبد الله أبو عمر والبلوى، الْمَغْرِبِيُّ الْأَشَجُّ، وَيُعْرَفُ بِأَبِي الدُّنْيَا. قَدِمَ هَذَا الرَّجُلُ بَغْدَادَ بَعْدَ الثَّلَاثِمِائَةٍ، وَزَعَمَ أَنَّهُ وُلِدَ أَوَّلَ خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصَّدِيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بِبِلَادِ الْمَغْرِبِ، وَأَنَّهُ وَفَدَ هُوَ وَأَبَوْهُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فأصابهم في الطريق عطش فَذَهَبَ يَرْتَادُ لِأَبِيهِ مَاءً فَرَأَى عَيْنًا فَشَرِبَ منها واغتسل، ثم جاء لأبيه ليسقيه فوجده قد مات، وَقَدِمَ هُوَ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَأَرَادَ أَنْ يُقَبِّلَ رُكْبَتَهُ فَصَدَمَهُ الرِّكَابُ فَشَجَّ رأسه، فكان يعرف بالأشج. وقد زعم صدقه في هذا الّذي زعمه طَائِفَةٌ مِنَ النَّاسِ، وَرَوَوْا عَنْهُ نُسْخَةً فِيهَا أحاديث من روايته عن على، وممن صَدَّقَهُ فِي ذَلِكَ الْحَافِظُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُفِيدِ، وَرَوَاهَا عَنْهُ، وَلَكِنْ كَانَ الْمُفِيدُ متهما بالتشيع، فسمح له بذلك لِانْتِسَابِهِ إِلَى عَلِيٍّ، وَأَمَّا جُمْهُورُ الْمُحَدِّثِينَ قَدِيمًا وَحَدِيثًا فَكَذَّبُوهُ فِي ذَلِكَ، وَرَدُّوا عَلَيْهِ كَذِبَهُ، وَنَصُّوا عَلَى أَنَّ النُّسْخَةَ الَّتِي رَوَاهَا مَوْضُوعَةٌ. ومنهم أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السِّلَفِيُّ، وَأَشْيَاخُنَا الذين أدركناهم: جهبذ الوقت شيخ الإسلام أبو العباس ابْنُ تَيْمِيَّةَ، وَالْجَهْبَذُ أَبُو الْحَجَّاجِ الْمِزِّيُّ، وَالْحَافِظُ مُؤَرِّخُ الْإِسْلَامِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الذَّهَبِيُّ، وَقَدْ حَرَّرْتُ ذَلِكَ فِي كِتَابِي التَّكْمِيلِ وللَّه الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ.
قَالَ الْمُفِيدُ: بَلَغَنِي أَنَّ الْأَشَجَّ هَذَا مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، وَهُوَ رَاجِعٌ إلى بلده والله أعلم.