للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعروفة بهم، ومحراب الحنابلة من خلفهم في الرواق الثالث الغربي وكانا بين الأعمدة، فنقلت تلك المحاريب، وعوضوا بالمحاريب المستقرة بالحائط القبلي واستقر الأمر كذلك.

وفي العشرين من شعبان مسك الأمير تمرتاش بن جوبان الّذي أتى هاربا إلى السلطان الناصر بمصر وجماعة من أصحابه، وحبسوا بقلعة مصر، فلما كان ثانى شوال أظهر موته، يقال إنه قتله السلطان وأرسل رأسه إلى أبى سعيد صاحب العراق ابن خربندا ملك التتار.

وفي يوم الاثنين ثانى شوال خرج الركب الشامي وأميره فخر الدين عثمان بن شمس الدين لؤلؤ الحلبي أحد أمراء دمشق، وقاضيه قاضى قضاة الحنابلة عز الدين بن التقى سليمان. وممن حج الأمير حسام الدين الشبمقدار، والأمير قبجق والأمير حسام الدين بن النجيبى وتقى الدين بن السلعوس وبدر الدين بن الصائغ وابنا جهبل والفخر المصري، والشيخ علم الدين البرزالي، وشهاب الدين الطاهري. وقبل ذلك بيوم حكم القاضي المنفلوطى الّذي كان حاكما ببعلبكّ بدمشق نيابة عن شيخه قاضى القضاة علاء الدين القونوي، وكان مشكور السيرة، تألم أهل بعلبكّ لفقده، فحكم بدمشق عوضا عن القونوي بسبب عزمه على الحج، ثم لما رجع الفخر من الحج عاد إلى الحكم واستمر المنفلوطى يحكم أيضا، فصاروا ثلاث نواب: ابن جملة والفخر المصري والمنفلوطى. وسافر ابن الحشيشى في ثانى عشرين شوال إلى القاهرة لينوب عن القاضي فخر الدين كاتب المماليك إلى حين رجوعه من الحجاز، فلما وصل ولى حجابة ديوان الجيش، واستمر هناك، واستقل قطب الدين ابن شيخ السلامية بنظر الجيش بدمشق على عادته.

وفي شوال خلع على أمين الملك بالديار المصرية وولى نظر الدواوين فباشره شهرا ويومين وعزل عنه.

[ذكر وفاة شيخ الإسلام أبى العباس تقى الدين أحمد بن تيمية قدس الله روحه]

قال الشيخ علم الدين البرزالي في تاريخه: وفي ليلة الاثنين العشرين من ذي العقدة توفى الشيخ الامام العالم العلم العلامة الفقيه الحافظ الزاهد العابد المجاهد القدوة شيخ الإسلام تقى الدين أبو العباس أحمد بن شيخنا الامام العلامة المفتى شهاب الدين أبى المحاسن عبد الحليم ابن الشيخ الامام شيخ الإسلام أبى البركات عبد السلام بن عبد الله بن أبى القاسم محمد بن الخضر بن محمد ابن الخضر بن على بن عبد الله بن تيمية الحراني ثم الدمشقيّ، بقلعة دمشق بالقاعة التي كان محبوسا بها، وحضر جمع كثير إلى القلعة، وأذن لهم في الدخول عليه، وجلس جماعة عنده قبل الغسل وقرءوا القرآن وتبركوا برؤيته وتقبيله، ثم انصرفوا، ثم حضر جماعة من النساء ففعلن مثل ذلك ثم انصرفن واقتصروا على من يغسله، فلما فرغ من غسله أخرج ثم اجتمع الخلق بالقلعة والطريق إلى الجامع

<<  <  ج: ص:  >  >>