للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لهم جماعة من المفتين بأنهم كانوا مكرهين فلهم الرجوع إلى دينهم، وأثبت الإكراه بين يدي القاضي جمال الدين ابن أبى يعقوب المالكي، فعاد أكثرهم إلى دينهم وضربت عليهم الجزية كما كانوا، سود الله وجوههم يوم تبيض وجوه وتسود وجوه. وقيل: إنهم غرموا مالا جزيلا جملة مستكثرة على ذلك، قبحهم الله.

وفي ذي القعدة قبض السلطان على أيتمش السعدي وسجنه بقلعة الجبل، وقبض نائبة بدمشق على سيف الدين بلبان الهاروني وسجنه بقلعتها. وفي بكرة الخميس التاسع والعشرين من ذي القعدة، وهو العاشر من أذار، استسقى الناس بالمصلى بدمشق فسقوا بعد عشرة أيام. وفي هذه السنة أخرج الملك المنصور جميع آل الملك الظاهر من النساء والولدان والخدام من الديار المصرية إلى الكرك ليكونوا في كنف الملك المسعود خضر بن الظاهر

[وممن توفى فيها من الأعيان.]

[أبغا ملك التتار بن هولاكو خان]

ابن تولى بن جنكيزخان، كان عالى الهمة بعيد الغور له رأى وتدبير، وبلغ من العمر خمسين سنة، ومدة ملكه ثماني عشرة سنة، ولم يكن بعد والده في التدبير والحزم مثله، ولم تكن وقعة حمص هذه برأيه ولا عن مشورته، ولكن أخوه منكوتمر أحب ذلك فلم يخالفه. ورأيت في بعض تاريخ البغاددة أن قدوم منكوتمر إلى الشام إنما كان عن مكاتبة سنقر الأشقر إليه فالله أعلم. وقد جاء أبغا هذا بنفسه فنزل قريبا من الفرات ليرى ماذا يكون من الأمر، فلما جرى عليهم ما جرى ساءه ذلك ومات غما وحزنا. توفى بين العيدين من هذه السنة، وقام بالملك بعده ولده السلطان أحمد.

[وفيها توفى. قاضى القضاة]

نجم الدين أبو بكر بن قاضى القضاة صدر الدين أحمد بن قاضى القضاة شمس الدين يحيى بن هبة الله ابن الحسن بن يحيى بن محمد بن على الشافعيّ ابن سنى الدولة، ولد سنة ست عشرة وستمائة، وسمع الحديث وبرع في المذهب، وناب عن أبيه فشكرت سيرته، واستقل بالقضاء في الدولة المظفرية فحمد أيضا، وكان الشيخ شهاب الدين ينال منه ومن أبيه، وقال البرزالي: كان شديدا في الأحكام متحريا، وقد ألزم بالمقام بمصر فدرس بجامع مصر، ثم عاد إلى دمشق فدرس بالأمينية والركنية، وباشر قضاء حلب، وعاد إلى دمشق، وولاه سنجر قضاء دمشق، ثم عزل بابن خلكان كما تقدم، ثم كانت وفاته يوم الثلاثاء من المحرم، ودفن من الغد يوم تاسوعاء بتربة جده بقاسيون.

[وفي عاشر المحرم توفى قاضى القضاة صدر الدين عمر]

ابن القاضي تاج الدين عبد الوهاب بن خلف بن أبى القاسم الغلابي ابن بنت الأعز المصري، كان فاضلا بارعا عارفا بالمذهب، متحريا في الأحكام كأبيه، ودفن بالقرافة.

<<  <  ج: ص:  >  >>