للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمره، وهو حديث منكر جدا، وآفته من زكريا بن يحيى هذا - وهو الكندي الحميري الأعمى - قال يحيى بن معين: ليس بشيء، والحكمان كانا من خيار الصحابة، وهما عمرو بن العاص السهمي من جهة أهل الشام، والثاني أبو موسى عبد الله بن قيس الأشعري، من جهة أهل العراق، وإنما نصبا ليصلحا بين الناس ويتفقا على أمر فيه رفق بالمسلمين، وحقن لدمائهم، وكذلك وقع ولم يضل بسببهما إلا فرقة الخوارج حيث أنكروا على الأميرين التحكيم، وخرجوا عليهما وكفروهما، حتى قاتلهم على بن أبى طالب، وناظرهم ابن عباس، فرجع منهم شرذمة إلى الحق، واستمر بقيتهم حتى قتل أكثرهم بالنهروان وغيره من المواقف المرذولة عليهم كما سنذكره.

[ذكر إخباره عن الخوارج وقتالهم وعلامتهم بالرجل المخدج ذي الثديين فوجد ذلك في خلافة على بن أبى طالب]

قال البخاري: ثنا أبو اليمان، ثنا شعيب عن الزهري، قال: أخبرنى أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا سعيد الخدريّ قال: بينما نحن عند رسول الله وهو يقسم قسما، أتاه ذو الخويصرة - وهو رجل من بنى تميم - فقال: يا رسول الله اعدل، فقال: ويلك، ومن يعدل؟ قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل، فقال عمر: يا رسول الله ائذن لي فيه فأضرب عنقه، فقال: دعه فان له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى رصافه فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى نضبه وهو قدحه فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى قذذه فلم يوجد فيه شيء، قد سبق الفرث والدم، آيتهم رجل أسود، إحدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر، ويخرجون على حين فرقة من الناس، قال أبو سعيد فأشهد أنى سمعت هذا الحديث من رسول الله ؟ وأشهد أن على بن أبى طالب قاتلهم وأنا معه فأمر بذلك الرجل فالتمس فأتى به حتى نظرت إليه على نعت رسول الله الّذي نعته * وهكذا رواه مسلّم من حديث أبى سعيد * ورواه البخاري أيضا من حديث الأوزاعي عن الزهري عن أبى سلمة والضحاك عن أبى سعيد. وأخرجه البخاري أيضا من حديث سفيان بن سعيد الثوري عن أبيه، ومسلّم عن هناد عن أبى الأحوص سلام بن سليم عن سعيد بن مسروق عن عبد الرحمن بن يعمر عن أبى سعيد الخدريّ به *

وقد روى مسلّم في صحيحه من حديث داود بن أبى هند والقاسم بن الفضل وقتادة عن أبى نضرة عن أبى سعيد قال: قال رسول الله : تمرق مارقة عند فرقة المسلمين يقتلها أولى الطائفتين بالحق * ورواه أيضا من حديث أبى إسحاق الثوري عن حبيب بن أبى ثابت عن الضحاك المشرقي عن أبى سعيد مرفوعا. وروى مسلّم عن أبى بكر بن أبى شيبة عن ابن مسهر عن الشيباني عن بشير بن عمرو قال: سألت سهل بن

<<  <  ج: ص:  >  >>