[قال: كنا إذا حضرنا جنازة أو سمعنا بميت عرف ذلك فينا أياما، لأنا قد عرفنا أنه نزل به أمر صيره إلى الجنة أو إلى النار، وإنكم تتحدثون في جنائزكم بأحاديث دنياكم. وقال: لا يستقيم رأى إلا بروية، ولا روية إلا برأي. وقال: إذا رأيت الرجل يتهاون بالتكبيرة الأولى فاغسل يديك من فلاحه. وقال: إني لأرى الشيء مما يعاب مما يعاب فلا يمنعني من عيبه إلا مخافة أن أبتلي به. وبكى عند موته فقيل له ما يبكيك؟ فقال: انتظار ملك الموت، ما أدرى يبشرني بجنة أو بنار](١).
[الحسن بن محمد بن الحنفية]
كنيته أبو محمد، كان المقدم على إخوته، وكان عالما فقيها عارفا بالاختلاف والفقه، قال أيوب السختياني وغيره: كان أول من تكلم في الارجاء، وكتب في ذلك رسالة ثم ندم عليها. وقال غيرهم: كان يتوقف في عثمان وعلى وطلحة والزبير، فلا يتولاهم ولا يذمهم، فلما بلغ ذلك أباه محمد بن الحنفية ضربه فشجه وقال: ويحك ألا تتولى أباك عليا؟ وقال أبو عبيد: توفى سنة خمس وتسعين، وقال خليفة: توفى في أيام عمر بن عبد العزيز والله أعلم.
[حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري]
وأمه أم كلثوم بنت عقبة بن أبى معيط، وهي أخت عثمان بن عفان لأمه، وكان حميد فقيها نبيلا عالما، له روايات كثيرة.
[مطرف بن عبد الله بن الشخير]
تقدمت ترجمته، وهؤلاء كلهم لهم تراجم في كتاب التكميل. وفيها كان موت الحجاج بواسط كما تقدم ذلك مبسوطا مستقصى ولله الحمد. وفيها كان مقتل سعيد بن جبير في قول على بن المدائني وجماعة، والمشهور أنه كان في سنة أربع وتسعين كما ذكره ابن جرير وغير واحد والله أعلم.
[ثم دخلت سنة ست وتسعين]
وفيها فتح قتيبة بن مسلم رحمه الله تعالى كاشغر من أرض الصين وبعث إلى ملك الصين رسلا يتهدده ويتوعده ويقسم بالله لا يرجع حتى يطأ بلاده ويختم ملوكهم وأشرافهم، ويأخذ الجزية منهم أو يدخلوا في الإسلام. فدخل الرسل على الملك الأعظم فيهم، وهو في مدينة عظيمة، يقال إن عليها تسعين بابا في سورها المحيط بها، يقال لها خان بالق، من أعظم المدن وأكثرها ريعا ومعاملات وأموالا، حتى قيل إن بلاد الهند مع اتساعها كالشامة في ملك الصين، والصين لا يحتاجون إلى أن