للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن عذب عذب ماله. توفى في ذي الحجة وقد نيف على الثمانين، ودفن بمقبرة دار حرب من بغداد.

[على بن محمد الأحدب المزور]

كان قوى الخط، له ملكة على التزوير لا يشاء يكتب على أحد كتابة إلا فعل، فلا يشك ذلك المزور عليه أنه خطه، وحصل للناس به بلاء عظيم، وختم السلطان على يده مرارا فلم يقدر، وكان يزور ثم كانت وفاته في هذه السنة.

الشيخ أبو زيد المروزي الشافعيّ

محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد أبو زيد المروزي شيخ الشافعية في زمانه وإمام أهل عصره في الفقه والزهد والعبادة والورع، سمع الحديث ودخل بغداد وحدث بها فسمع منه الدار قطنى وغيره.

قال أبو بكر البزار: عادلت الشيخ أبا زيد في طريق الحج فما أعلم أن الملائكة كتبت عليه خطيئة.

وقد ذكرت ترجمته بكمالها في طبقات الشافعية. قال الشيخ أبو نعيم: توفى بمرو يوم الجمعة الثالث عشر من رجب من هذه السنة

[محمد بن خفيف]

أبو عبد الله الشيرازي أحد مشاهير الصوفية، صحب الجريريّ وابن عطاء وغيرهما. قال ابن الجوزي: وقد ذكرت في كتابي المسمى بتلبيس إبليس عنه حكايات تدل على أنه كان يذهب مذهب الاباحية

[ثم دخلت سنة ثنتين وسبعين وثلاثمائة]

قال ابن الجوزي: في المحرم منها جرى الماء الّذي ساقه عضد الدولة إلى داره وبستانه. وفي صفر فتح المارستان الّذي أنشأه عضد الدولة في الجانب الغربي من بغداد، وقد رتب فيه الأطباء والخدم، ونقل إليه من الأدوية والأشربة والعقاقير شيئا كثيرا. وقال: وفيها توفى عضد الدولة فكتم أصحابه وفاته حتى أحضروا ولده صمصامة فولوه الأمر وراسلوا الخليفة فبعث إليه بالخلع والولاية

[ذكر شيء من أخبار عضد الدولة]

أبو شجاع ابن ركن الدولة أبو على الحسين بن بويه الديلميّ، صاحب ملك بغداد وغيرها، وهو أول من تسمى شاهنشاه، ومعناه ملك الملوك. وقد ثبت

في الصحيح عن رسول الله أنه قال:

«أوضع اسم - وفي رواية أخنع اسم - عند الله رجل تسمى ملك الملوك» وفي رواية «ملك الأملاك لا ملك إلا الله ﷿». وهو أول من ضربت له الدبادب ببغداد، وأول من خطب له بها مع الخليفة. وذكر ابن خلكان أنه امتدحه الشعراء بمدائح هائلة منهم المتنبي وغيره، فمن ذلك قول أبى الحسن محمد بن عبد الله السلامي في قصيدة له:

إليك طوى عرض البسيطة جاعل … قصارى المطايا أن يلوح لها القصر

فكنت وعزمي في الظلام وصارمى … ثلاثة القفصي كما اجتمع النسر

<<  <  ج: ص:  >  >>