أحد على قتاله لكثرة جيشه وقوتهم وعددهم وعددهم، ويقال إنه جرد مرة تجريدة من كل عشرة من جيشه واحدا فبلغت التجريدة مائتي ألف وخمسين ألفا، توفى في رمضان منها وقام في الملك من بعده ابن أخيه أزبك خان، وكان مسلما فأظهر دين الإسلام ببلاده، وقتل خلقا من أمراء الكفرة وعلت الشرائع المحمدية على سائر الشرائع هناك ولله الحمد والمنة على الإسلام والسنة.
[وممن توفى فيها من الأعيان]
[الملك المنصور صاحب ماردين]
وهو نجم الدين أبو الفتح غازى بن الملك المظفر قرارسلان بن الملك السعيد نجم الدين غازى بن الملك المنصور ناصر الدين ارتق بن غازى بن المنى بن تمرتاش بن غازى بن أرتق الأرتقي أصحاب ماردين من عدة سنين، كان شيخا حسنا مهيبا كامل الخلقة بدينا سمينا إذا ركب يكون خلفه محفة خوفا من أن يمسه لغوب فيركب فيها، توفى في تاسع ربيع الآخر ودفن بمدرسته تحت القلعة، وقد بلغ من العمر فوق السبعين، ومكث في الملك قريبا من عشرين سنة، وقام من بعده في الملك ولده العادل فمكث سبعة عشر يوما، ثم ملك أخوه المنصور.
[وفيها مات الأمير سيف الدين قطلوبك الشيخى]
كان من أمراء دمشق الكبار.
[الشيخ الصالح]
نور الدين أبو الحسن على بن محمد بن هارون بن محمد بن هارون بن على بن حميد الثعلبي الدمشقيّ، قارئ الحديث بالقاهرة ومسندها، روى عن ابن الزبيدي وابن الليثي وجعفر الهمدانيّ وابن الشيرازي وخلق، وقد خرج له الامام العلامة تقى الدين السبكى مشيخة، وكان رجلا صالحا توفى بكرة الثلاثاء تاسع عشر ربيع الآخر، وكانت جنازته حافلة.
[الأمير الكبير الملك المظفر]
شهاب الدين غازى بن الملك الناصر داود بن المعظم، سمع الحديث وكان رجلا متواضعا توفى بمصر ثانى عشر رجب، ودفن بالقاهرة.
[قاضى القضاة]
شمس الدين أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن داود بن خازم الازرعى الحنفي، كان فاضلا درس وأفتى وولى قضاء الحنفية بدمشق سنة ثم عزل واستمر على تدريس الشبلية مدة ثم سافر إلى مصر فأقام بسعيد السعداء خمسة أيام وتوفى يوم الأربعاء ثانى عشرين رجب فالله أعلم.
[ثم دخلت سنة ثلاث عشرة وسبعمائة]
استهلت والحكام هم هم، والسلطان في الحجاز لم يقدم بعد، وقد قدم الأمير سيف الدين تجليس يوم السبت مستهل المحرم من الحجاز وأخبر بسلامة السلطان وأنه فارقه من المدينة النبويّة، وأنه قد قارب البلاد، فدقت البشائر فرحا بسلامته، ثم جاء البريد فأخبر بدخوله إلى الكرك ثانى