للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأسد ولبوته يلحسانه ولم يضراه فجاءت أمه فوجدتهما يلحسانه فنجاه الله بذلك حتى بلغ ما بلغ قال أبو بردة قال أبو موسى قال علماء تلك القرية فنقش دانيال صورته وصورة الاسدين يلحسانه في فص خاتمه لئلا ينسى نعمة الله عليه في ذلك. اسناد حسن.

[وهذا ذكر عمارة بيت المقدس بعد خرابها واجتماع الملأ من بنى إسرائيل بعد تفرقهم في بقاع الأرض وشعابها]

قال الله تعالى في كتابه المبين وهو أصدق القائلين ﴿أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها. قالَ أَنّى يُحْيِي هذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِها فَأَماتَهُ اللهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قالَ كَمْ لَبِثْتَ قالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَاُنْظُرْ إِلى حِمارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنّاسِ وَاُنْظُرْ إِلَى الْعِظامِ كَيْفَ نُنْشِزُها ثُمَّ نَكْسُوها لَحْماً فَلَمّا تَبَيَّنَ لَهُ قالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ قال هشام بن الكلبي ثم أوحى الله تعالى الى ارميا فيما بلغني انى عامر بيت المقدس فاخرج اليها فانزلها فخرج حتى قدمها وهي خراب فقال في نفسه سبحان الله أمرنى الله أن أنزل هذه البلدة وأخبرني انه عامرها فمتى يعمرها ومتى يحييها الله بعد موتها ثم وضع رأسه فنام ومعه حماره وسلة من طعام فمكث في نومه سبعين سنة حتى هلك نصر والملك الّذي فوقه وهو لهراسب وكان ملكه مائة وعشرين سنة وقام بعده ولده بشتاسب بن لهراسب وكان موت بخت نصّر في دولته فبلغه عن بلاد الشام انها خراب وان السباع قد كثرت في ارض فلسطين فلم يبق بها من الانس أحد فنادى في ارض بابل في بنى إسرائيل ان من شاء ان يرجع الى الشام فليرجع وملك عليهم رجلا من آل داود وامره ان يعمر بيت المقدس ويبنى مسجدها فرجعوا فعمروها وفتح الله لأرميا عينيه فنظر الى المدينة كيف تبنى وكيف تعمر ومكث في نومه ذلك حتى تمت له مائة سنة ثم بعثه الله وهو لا يظن انه نام أكثر من ساعة وقد عهد المدينة خرابا فلما نظر اليها عامرة آهلة قال أعلم أن الله على كل شيء قدير. قال فأقام بنو إسرائيل بها ورد الله عليهم أمرهم فمكثوا كذلك حتى غلبت عليهم الروم في زمن ملوك الطوائف. ثم لم يكن لهم جماعة ولا سلطان يعنى بعد ظهور النصارى عليهم. هكذا حكاه ابن جرير في تاريخه عنه. وذكر ابن جرير ان لهراسب كان ملكا عادلا سائسا لمملكته قد دانت له العباد والبلاد والملوك والقواد وانه كان ذا رأى جيد في عمارة الأمصار والأنهار والمعاقل. ثم لما ضعف عن تدبير المملكة بعد مائة سنة ونيف نزل عن الملك لولده بشتاسب فكان في زمانه ظهور دين المجوسية (١) وذلك ان رجلا كان اسمه زردشت


(١) (قوله وذلك أن رجلا كان اسمه زردشت إلخ) هذه الحكاية خلاف الواقع. بل الواقع أن زردشت هو إبراهيم الزردشت أحد الأنبياء الذين ظهروا في وادي نهر الأرس بقفقازيا المشار اليهم في

<<  <  ج: ص:  >  >>