للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عشرين ألف جمل بأحمالها، وكان عليها من الأموال والأمتعة ما لا يقدر كثرة، وكان لرجل يقال له ابن الخواتيميّ قاضى طرسوس مائة ألف دينار وعشرين ألف دينار عينا، وذلك أنه أراد التحول من بلاد الشام إلى العراق بعد الحج، وكذلك أراد كثير من الناس، وحين أخذوا جمالهم تركوهم على يرد الديار لا شيء لهم، فقل منهم من سلم والأكثر عطب، ف ﴿إِنّا لِلّهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ﴾. وحج بالناس الشريف أبو أحمد نقيب الطالبيين من جهة العراق.

[وممن توفى فيها من الأعيان]

[الحسن بن داود]

ابن على بن عيسى بن محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسين بن على بن أبى طالب أبو عبد الله العلويّ الحسنى. قال الحاكم: أبو عبد الله كان شيخ آل رسول الله في عصره بخراسان وسيد العلوم في زمانه، وكان من أكثر الناس صلاة وصدقة ومحبة للصحابة، وصحبته مدة فما سمعته ذكر عثمان إلا قال: الشهيد، ويبكى. وما سمعته ذكر عائشة إلا قال: الصديقة بنت الصديق، حبيبة حبيب الله، ويبكى. وقد سمع الحديث من ابن خزيمة وطبقته، وكان آباؤه وبخراسان وفي سائر بلدانهم سادات نجباء حيث كانوا:

من آل بيت رسول الله منهم … لهم دانت رقاب بنى معد

[محمد بن الحسين بن على بن الحسن]

ابن يحيى بن حسان بن الوضاح، أبو عبد الله الأنباري الشاعر المعروف بالوضاحى، كان يذكر أنه سمع الحديث من المحاملي وابن مخلد وأبى روق. روى عنه الحاكم شيئا من شعره كان أشعر من في وقته، ومن شعره:

سقى الله باب الكرخ ربعا ومنزلا … ومن حله صوب السحاب المجلل

فلو أن باكي دمنة الدار بالكوى … وجارتها أم الرباب بمأسل

رأى عرصات الكرخ أو حل أرضها … لأمسك عن ذكر الدخول فحومل

أبو بكر بن الجعابيّ

محمد بن عمر بن سلم بن البراء بن سبرة بن سيار، أبو بكر الجعابيّ، قاضى الموصل، ولد في صفر سنة أربع وثمانين ومائتين، سمع الكثير وتخرج بأبي العباس بن عقدة، وأخذ عنه علم الحديث وشيئا من التشيع أيضا، وكان حافظا مكثرا، يقال إنه كان يحفظ أربعمائة ألف حديث بأسانيدها ومتونها، ويذاكر بستمائة ألف حديث ويحفظ من المراسيل والمقاطيع والحكايات قريبا من ذلك، ويحفظ أسماء الرجال وجرحهم وتعديلهم، وأوقات وفياتهم ومذاهبهم، حتى تقدم على أهل زمانه، وفاق سائر أقرانه. وكان يجلس للاملاء فيزد حم الناس عند منزله، وإنما كان يملى من حفظه إسناد

<<  <  ج: ص:  >  >>