فلما وقفوا على رسول الله ﷺ سلموا عليه وقالوا نشهد أنك رسول الله وأنه لا إله إلا الله. فقال رسول الله ﷺ وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنى رسول الله. ثم قال:«أنتم الذين إذا زجروا استقدموا» فسكتوا فلم يراجعه منهم أحد ثم أعادها الثانية: ثم الثالثة فلم يراجعه منهم أحد ثم أعادها الرابعة. قال يزيد بن عبد المدان: نعم يا رسول الله! نحن الذين إذا زجروا استقدموا قالها أربع مرات. فقال رسول الله ﷺ:«لو أن خالدا لم يكتب إلى أنكم أسلمتم ولم تقاتلوا لألقيت رءوسكم تحت أقدامكم». فقال يزيد بن عبد المدان: أما والله ما حمدناك ولا حمدنا خالدا. قال فمن حمدتم؟ قالوا حمدنا الله الّذي هدانا بك يا رسول الله فقال رسول الله ﷺ صدقتم. ثم قال: بم كنتم تغلبون من قاتلكم في الجاهلية؟ قالوا. لم نك نغلب أحدا: قال بلى قد كنتم تغلبون من قاتلكم.
قالوا كنا نغلب من قاتلنا يا رسول الله إنا كنا نجتمع ولا نتفرق ولا نبدأ أحدا بظلم قال «صدقتم» ثم أمر عليهم قيس بن الحصين.
قال ابن إسحاق: ثم رجعوا إلى قومهم في بقية شوال أو في صدر ذي القعدة، قال ثم بعث اليهم بعد أن ولى وفدهم عمرو بن حزم ليفقههم في الدين ويعلمهم السنة ومعالم الإسلام ويأخذ منهم صدقاتهم، وكتب له كتابا عهد اليه فيه عهده وأمره أمره. ثم أورده ابن إسحاق وقد قدمناه في وفد ملوك حمير من طريق البيهقي وقد رواه النسائي نظير ما ساقه محمد بن إسحاق بغير اسناد.
[بعث رسول الله ﷺ الأمراء إلى أهل اليمن قبل حجة الوداع يدعونهم إلى الله ﷿]
قال البخاري: باب بعث أبى موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع.
حدثنا موسى ثنا أبو عوانة ثنا عبد الملك عن أبى بردة: قال بعث النبي ﷺ أبا موسى ومعاذ بن جبل إلى اليمن قال وبعث كل واحد منهما على مخلاف قال واليمن مخلافان. ثم قال:«يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا» وفي رواية: وتطاوعا ولا تختلفا وانطلق كل واحد منهما الى عمله قال وكان كل واحد منهما إذا سار في أرضه وكان قريبا من صاحبه أحدث به عهدا [فسلم عليه] فسار معاذ في أرضه قريبا من صاحبه أبى موسى فجاء يسير على بغلته حتى انتهى اليه فإذا هو جالس وقد اجتمع الناس اليه وإذا رجل عنده قد جمعت يداه الى عنقه فقال له معاذ يا عبد الله بن قيس أيم (١) هذا. قال: هذا رجل كفر بعد إسلامه، قال: لا أنزل حتى يقتل قال انما جيء به لذلك فانزل قال ما أنزل حتى يقتل فأمر به فقتل ثم نزل. فقال يا عبد الله كيف تقرأ القرآن؟ قال أتفوقه تفوقا قال فكيف تقرأ أنت يا معاذ؟ قال
(١) كذا في الأصل كما في البخاري. وى التيمورية اثم هذا.