الحديث، وقدم دمشق فسكن بالمأذنة الشرقية في أسفلها بأهله إلى جانب الطهارة بالجامع، وكان معظما عند الخاص والعام، فصيح العبارة كثير العبادة، خشن العيش حسن المجالسة لطيف الكلام كثير التلاوة، قوى التوجه من أفراد العالم، عارفا بالتفسير والحديث والفقه والأصلين، وله مصنفات وخطب، وله شعر حسن، توفى بمنزله ليلة الجمعة خامس عشر المحرم وصلى عليه عقيب الجمعة ونقل إلى تربة الشيخ أبى عمر بالسفح، وكانت جنازته حافلة ﵀ وأكرم مثواه.
وفي هذا الشهر توفى الأمير زين الدين قراجا أستاذ دار الأفرم ودفن بتربته بميدان الحصا عند النهر.
[والشيخ شمس الدين محمد بن إبراهيم بن عبد السلام]
عرف بابن الحبلى، كان من خيار الناس يتردد إلى عكا أياما حين ما كانت في أيدي الفرنج، في فكاك أسارى المسلمين، جزاه الله خيرا وعتقه من النار وأدخله الجنة برحمته.
[الخطيب ضياء الدين]
أبو محمد عبد الرحمن بن الخطيب جمال الدين أبى الفرج عبد الوهاب بن على بن أحمد بن عقيل السلمي خطيب بعلبكّ نحوا من ستين سنة، هو ووالده، ولد سنة أربع عشرة وستمائة وسمع الكثير وتفرد عن القزويني، وكان رجلا جيدا حسن القراءة من كبار العدول، توفى ليلة الاثنين ثالث صفر، ودفن بباب سطحا
الشيخ زين الدين الفارقيّ
عبد الله بن مروان بن عبد الله بن فهر (١) بن الحسن، أبو محمد الفارقيّ شيخ الشافعية، ولد سنة ثلاث وثلاثين وستمائة، وسمع الحديث الكثير، واشتغل ودرس بعدة مدارس، وأفتى مدة طويلة، وكانت له همة وشهامة وصرامة، وكان يباشر الأوقاف جيدا، وهو الّذي عمر دار الحديث بعد خرابها بيد قازان، وقد باشرها سبعا وعشرين سنة من بعد النواوى إلى حين وفاته، وكانت معه الشامية البرانية وخطابة الجامع الأموي تسعة أشهر، باشر به الخطابة قبل وفاته، وقد انتقل إلى دار الخطابة وتوفى بها يوم الجمعة بعد العصر، وصلى عليه ضحوة السبت، صلى عليه ابن صصريّ عند باب الخطابة وبسوق الخيل قاضى الحنفية شمس الدين بن الحريري، وعند جامع الصالحية قاضى الحنابلة تقى الدين سليمان، ودفن بتربة أهله شمالي تربة الشيخ أبى عمر ﵀، وباشر بعده الخطابة شرف الدين الفزاري ومشيخة دار الحديث ابن الوكيل، والشامية البرانية ابن الزملكانى وقد تقدم ذلك.
[الأمير الكبير عز الدين أيبك الحموي]
ناب بدمشق مدة ثم عزل عنها إلى صرخد، ثم نقل قبل موته بشهر إلى نيابة حمص، وتوفى بها يوم العشرين من ربيع الآخر، ونقل إلى تربته بالسفح غربي زاوية ابن قوام، وإليه ينسب الحمام بمسجد القصب الّذي يقال له حمام الحموي، عمره في أيام نيابته.
(١) في الشذرات فيروز. وذكر أنها عند الدرر الكامنة.