والوزارة، وباشر المنصبين جميعا، وباشر نظر الدواوين بدمشق فخر الدين بن السيرجى عوضا عن زين الدين بن صصريّ، ثم عزل بعد قليل بشهر أو أقل بأمين الدين بن هلال، وأعيدت الشامية البرانية إلى الشيخ زين الدين الفارقيّ مع الناصرية بسبب غيبة كمال الدين بن الشريشى بالقاهرة.
وفي الرابع عشر من ذي القعدة أمسك الأمير شمس الدين قراسنقر المنصوري نائب الديار المصرية لاجين هو وجماعة من الأمراء معه، واحتيط على حواصلهم وأموالهم بمصر والشام، وولى السلطان نيابة مصر للأمير سيف الدين منكوتمر الحسامى، وهؤلاء الأمراء الذين مسكهم هم الذين كانوا قد أعانوه وبايعوه على العادل كتبغا، وقدم الشيخ كمال الدين الشريشى ومعه توقيع بتدريس الناصرية عوضا عن الشامية البرانية، وأمسك الأمير شمس الدين سنقر الأعسر وزير مصر وشاد الدواوين يوم السبت الثالث والعشرين من ذي الحجة، واحتيط على أمواله وحواصله بمصر والشام.
ونودي بمصر في ذي الحجة أن لا يركب أحد من أهل الذمة فرسا ولا بغلا، ومن وجد منهم راكبا ذلك أخذ منه. وفيها ملك اليمن السلطان الملك المؤيد هزبر الدين داود بن الملك المظفر المتقدم ذكره في التي قبلها.
[وممن توفى فيها من الأعيان]
[قاضى قضاة الحنابلة بمصر]
عز الدين عمر بن عبد الله بن عمر بن عوض المقدسي الحنبلي، سمع الحديث وبرع في المذهب وحكم بمصر، وكان مشكورا في سيرته وحكمه، توفى في صفر ودفن بالمقطم، وتولى بعده شرف الدين عبد الغنى بن يحيى بن محمد بن عبد الله بن نصر الحراني بديار مصر.
[الشيخ الامام الحافظ القدوة]
عفيف الدين أبو محمد عبد السلام بن محمد بن مزروع بن أحمد بن عزاز المصري الحنبلي، توفى بالمدينة النبويّة في أواخر صفر، ولد سنة خمس وعشرين وستمائة، وسمع الحديث الكثير، وجاور بالمدينة النبويّة خمسين سنة، وحج فيها أربعين حجة متوالية، وصلى عليه بدمشق صلاة الغائب ﵀.
[الشيخ شيث بن الشيخ على الحريري]
توفى بقرية بسر من حوران يوم الجمعة ثالث عشر ربيع الآخر وتوجه أخوه حسن والفقراء من دمشق إلى هناك لتعزية أخيهم حسن الأكبر فيه.
[الشيخ الصالح المقري]
جمال الدين عبد الواحد بن كثير بن ضرغام المصري، ثم الدمشقيّ، نقيب السبع الكبير والغزالية، كان قد قرأ على السخاوي وسمع الحديث، توفى في أواخر رجب وصلى عليه