ولى الحكم ببغداد قديما وكان جيد السيرة، توفى فيها وقد جاوز السبعين وقارب الثمانين.
[ثم دخلت سنة سبعين وثلاثمائة]
فيها ورد الصاحب بن عباد من جهة مؤيد الدولة إلى أخيه عضد الدولة فتلقاه عضد الدولة إلى ظاهر البلد وأكرمه وأمر الأعيان باحترامه، وخلع عليه وزاده في إقطاعه، ورد معه هدايا كثيرة.
وفي جمادى الآخرة منها رجع عضد الدولة إلى بغداد فتلقاه الخليفة الطائع وضرب له القباب وزينت الأسواق. وفي هذا الشهر أيضا وصلت هدايا من صاحب اليمن إلى عضد الدولة، وكانت الخطبة بالحرمين لصاحب مصر، وهو العزيز بن المعز الفاطمي.
[وممن توفى فيها من الأعيان.]
أبو بكر الرازيّ الحنفي
أحمد بن على أبو بكر الفقيه الحنفي الرازيّ أحد أئمة أصحاب أبى حنيفة، وله من المصنفات المفيدة كتاب أحكام القرآن، وهو تلميذ أبى الحسن الكرخي، وكان عابدا زاهدا ورعا، انتهت إليه رياسة الحنفية في وقته ورحل إليه الطلبة من الآفاق، وقد سمع الحديث من أبى العباس الأصم وأبى القاسم الطبراني، وقد أراده الطائع على أن يوليه القضاء فلم يقبل، توفى في ذي الحجة من هذا العام، وصلى عليه أبو بكر محمد بن موسى الخوارزمي.
[محمد بن جعفر]
ابن محمد بن زكريا أبو بكر الوراق، ويلقب بغندر، كان جوالا رحالا، سمع الكثير ببلاد فارس وخراسان، وسمع الباغندي وابن صاعد وابن دريد وغيرهم، وعنه الحافظ أبو نعيم الأصفهانيّ، وكان ثقة حافظا.
[ابن خالويه]
الحسين بن أحمد بن خالويه أبو عبد الله النحويّ اللغوي صاحب المصنفات، أصله من همذان، ثم دخل بغداد فأدرك بها مشايخ هذا الشأن. كابن دريد وابن مجاهد، وأبى عمر الزاهد، واشتغل على أبى سعيد السيرافي ثم صار إلى حلب فعظمت مكانته عند آل حمدان، وكان سيف الدولة يكرمه وهو أحد جلسائه، وله مع المتنبي مناظرات. وقد سرد له ابن خلكان مصنفات كثيرة منها كتاب ليس في كلام العرب - لأنه كان يكثر أن يقول ليس في كلام العرب كذا وكذا - وكتاب الآل تكلم فيه على أقسامه وترجم الأئمة الاثني عشر وأعرب ثلاثين سورة من القرآن، وشرح الدريدية وغير ذلك، وله شعر حسن، وكان به داء كانت به وفاته.
[ثم دخلت سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة]
في ربيع الأول منها وقع حريق عظيم بالكرخ، وفيها سرق شيء نفيس لعضد الدولة فتعجب الناس من جرأة من سرقه مع شدة هيبة عضد الدولة، ثم مع هذا اجتهدوا كل الاجتهاد فلم يعرفوا من