فقال له عمر بن عبد العزيز: من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا رجل من الجنّ وهذا سرّق، ولم يبق ممن بايع رسول الله ﷺ غيري وغيره، وأشهد
لسمعت رسول الله ﷺ يقول: تموت يا سرق بفلاة من الأرض ويدفنك خير أمتى * وقد روى هذا من وجه آخر وفيه: أنهم كانوا تسعة بايعوا رسول الله ﷺ، وفيه أن عمر بن عبد العزيز حلفه، فلما حلف بكى عمر بن عبد العزيز * وقد رجحه البيهقي وحسنه، فالله أعلم.
[حديث آخر]
في صحته نظر في ذكر وهب بن منبه بالمدح، وذكر غيلان بالذم
روى البيهقي من حديث هشام بن عمار وغيره عن الوليد بن أسلّم (١) عن مروان بن سالم اليرقانى عن الأحوص بن حكيم عن خالد بن معدان عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله ﷺ: يكون في أمتى رجل يقال له: وهب، يهب الله له الحكمة، ورجل يقال له: غيلان، هو أضر على أمتى من إبليس * وهذا لا يصح لأن مروان بن سالم هذا متروك، وبه إلى الوليد:
حدثنا ابن لهيعة عن موسى بن وردان عن أبى هريرة قال: قال النبي ﷺ: ينعق الشيطان بالشام نعقة يكذب ثلثاهم بالقدر * قال البيهقي: وفي هذا وأمثاله إشارة إلى غيلان وما ظهر بالشام بسببه من التكذيب بالقدر حتى قتل.
[الإشارة إلى محمد بن كعب القرظي وعلمه بتفسير القرآن وحفظه]
قال حرملة عن ابن وهب: أخبرنى أبو صخر عن عبد الله بن مغيث عن أبى بردة الظفري عن أبيه عن جده قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: يخرج في أحد الكاهنين رجل قد درس القرآن دراسة لا يدرسها أحد يكون من بعده *
وروى البيهقي عن الحاكم عن الأصم عن إسماعيل القاضي، ثنا أبو ثابت، ثنا ابن وهب، حدثني عبد الجبار بن عمر عن ربيعة بن أبى عبد الرحمن قال:
قال رسول الله ﷺ: يكون في أحد الكاهنين رجل يدرس القرآن دراسة لا يدرسها أحد غيره، قال: فكانوا يرون أنه محمد بن كعب القرظي، قال أبو ثابت: الكاهنان، قريظة والنضير * وقد روى من وجه آخر مرسل: يخرج من الكاهنين رجل أعلم الناس بكتاب الله، وقد قال عون بن عبد الله: ما رأيت أحدا أعلم بتأويل القرآن من محمد بن كعب.
[ذكر الاخبار بانخرام قرنه ﷺ بعد مائة سنة من ليلة إخباره وكان كما أخبر]
ثبت في الصحيحين من حديث الزهري عن سالم وأبى بكر بن سليمان بن أبى خيثمة عن عبد الله
(١) في التيمورية «ابن مسلم».